وَقَوي الْمَرَض بِهِ وَاشْتَدَّ إِلَى أَن عجز عَن الْحَرَكَة فَعَاد إِلَى الْموصل فِي طَائِفَة يسيرَة من الْعَسْكَر فَلَمَّا وصل دنيسررأى ضعفا شَدِيدا فأحضر أخي وَكتب وَصِيَّة ثمَّ سَار إِلَى الْموصل فوصلها مَرِيضا بالاسهال وَبَقِي كَذَلِك إِلَى أَن توفّي فِي السَّابِع وَالْعِشْرين من شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخمْس مئة
قَالَ وَلم أسمع عَن أحد من النَّاس بِمثل حَاله فِي مَرضه فَإِنَّهُ كَانَ لَا يزَال ذَاكِرًا لله تَعَالَى حَتَّى إِنَّه كَانَ إِذا تحدث مَعَ إِنْسَان يقطع حَدِيثه مرَارًا وَيَقُول أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ لَهُ الْملك وَله الْحَمد يحيي وَيُمِيت وَهُوَ حَيّ لَا يَمُوت بِيَدِهِ الْخَيْر وَهُوَ على كل شَيْء قدير وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَبده وَرَسُوله وَأشْهد أَن الْمَوْت حق وَعَذَاب الْقَبْر حق وسؤال مُنكر وَنَكِير حق والصراط حق وَالْمِيزَان حق {وَأَن السَّاعَة آتِيَة لَا ريب فِيهَا وَأَن الله يبْعَث من فِي الْقُبُور} وَيَقُول لمن عِنْده يخاطبه أشهد لي بِهَذَا عِنْد الله تَعَالَى ثمَّ يعود إِلَى حَدِيثه وأحضر عِنْده من يقْرَأ الْقُرْآن فَلم يزل كَذَلِك إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله وَدفن بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي أَنْشَأَهَا بباطن الْموصل مُقَابل دَار المملكة وَهِي لِلْفَرِيقَيْنِ الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة
وَكَانَت مَمْلَكَته نَحْو ثَلَاث عشرَة سنة وَسِتَّة أشهر وَكَانَ أسمر مليح الْوَجْه حسن اللِّحْيَة خَفِيف العارضين وَحكى لي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute