للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالِدي قَالَ هُوَ أشبه النَّاس بجده الشَّهِيد قدس الله روحه

قَالَ وَكَانَ رَحمَه الله دينا خيرا قد ابتنى فِي دَاره مَسْجِدا يخرج إِلَيْهِ فِي اللَّيْل وَيُصلي أورادا كَانَت لَهُ ويلبس فرجية كَانَ قد أَخذهَا من الشَّيْخ عمر النَّسَائِيّ الصُّوفِي وَيُصلي فِيهَا وَكَانَ قد حج وَلبس بِمَكَّة حرسها الله خرقَة التصوف من الشَّيْخ عمر النَّسَائِيّ الْمَذْكُور وَكَانَ من الصَّالِحين

وَأوصى بِالْملكِ لِابْنِهِ نور الدّين أرسلان شاه وَأَرَادَ أَخُوهُ شرف الدّين بن مودود بن زنكي أَن يوليه فَلم يفعل وَبَقِي نور الدّين إِلَى سنة سبع وست مئة فَتوفي فِي شهر رَجَب مِنْهَا وَدفن بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي أَنْشَأَهَا بباطن الْموصل حذاء دَار السلطنة وَكَانَ عهد بِالْملكِ لِابْنِهِ القاهر عز الدّين مَسْعُود وَجعل الْأَمِير بدر الدّين لُؤْلُؤ الْقَائِم بِأَمْر دولته وولاه إِمَارَة الجيوش والعساكر وسياسة الْقَبَائِل والعشائر ثمَّ توفّي الْملك القاهر فِي ربيع الأول من سنة خمس عشرَة وست مئة فَجْأَة وَخلف ثَلَاثَة بَنِينَ صغَارًا

قَالَ وَأما عماد الدّين زنكي بن مودود بن زنكي صهر نور الدّين رَحمَه الله وَهُوَ صَاحب سنجار فَإِنَّهُ توفّي فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وَكَانَت ولَايَته ثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ عدله قد عَم الْبِلَاد وغمر

<<  <  ج: ص:  >  >>