للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعباد وأريقت الْخُمُور وحد شاربها وَكَانَت صدقاته تصل إِلَى أقاصي الْبِلَاد وَتَوَلَّى بعده وَلَده الْأَكْبَر قطب الدّين مُحَمَّد بن زنكي وَكَانَ مُتَوَلِّي أمره مُجَاهِد الدّين يرنقش الْعِمَادِيّ

قَالَ وحاضر الْملك الْعَادِل أَبُو بكر بن أَيُّوب ماردين فِي سنة خمس وَتِسْعين فَبَقيَ محاصرا لَهَا أحد عشر شهرا وَلم يبْق إِلَّا الِاسْتِيلَاء عَلَيْهَا فَبَيْنَمَا الْعَادِل يحاصرها إِذْ توفّي ابْن أَخِيه الْملك الْعَزِيز صَاحب مصر وَكَانَ عسكره مَعَ عَمه الْعَادِل على ماردين فَلَمَّا توفّي ملك أَخُوهُ الْأَفْضَل مصر وَكَانَ بَينه وَبَين عَمه الْعَادِل نفرة فَلَمَّا ملك مصر أرسل إِلَى الْعَسْكَر الْمصْرِيّ الَّذِي مَعَ عَمه يَأْمُرهُم بمفارقته ففارقوه وعادوا إِلَى مصر فَقل جمعه وَعَسْكَره

ثمَّ خرج الْأَفْضَل من مصر عَازِمًا على حصر دمشق واستعادتها من عَمه فَسَار الْعَادِل عَن ماردين جَرِيدَة إِلَى دمشق ليحفظها بَعْدَمَا كَانَ قد طلع سنجقه إِلَى قلعة ماردين وَترك وَلَده الْملك الْكَامِل مُحَمَّدًا محاصرا لَهَا إِلَى أَن اجْتمع صَاحب سنجار وَصَاحب الْموصل على ترحيله عَنْهَا فَرَحل

قَالَ وَفِي سنة سِتّ وست مئة سَار الْملك الْعَادِل بن أَيُّوب من الشَّام إِلَى سنجار فِي العساكر الشامية والمصرية والجزرية والديار بكرية فحصرها وَنزل عَلَيْهَا من كل جَانب وَنصب أحد عشر منجنيقا ثَلَاثَة أشهر وانتخى صَاحب الْموصل وَصَاحب إربل

<<  <  ج: ص:  >  >>