وَاحِد فَخرج الظَّاهِر أَولا والتقيا وَنزلا بمرج الصفر وَبَات عِنْده لَيْلَة ثمَّ رَجَعَ وَخرج الْعَادِل ثمَّ الْأَفْضَل فَلَمَّا اجْتمع بأَخيه فَارقه وَمَا ثوى وَرجع كل إِلَى بَلَده
وَلما اسْتَقر الْأَفْضَل بِدِمَشْق قضى حُقُوق الْجَمَاعَة وشكرهم ورحل الظَّاهِر صوب حلب رَابِع عشر شعْبَان وَأقَام الْعَادِل إِلَى تَاسِع شهر رَمَضَان ورحل إِلَى بَلَده الرها وحران
ثمَّ إِن الْأَفْضَل نظم أبياتا يَكْتُبهَا إِلَى أَخِيه الْعَزِيز فِي استعطافه واستمالته وَقَالَ كنت فَارَقت أخي مذ تسع سِنِين وَمَا الْتَقَيْنَا إِلَّا فِي هَذِه السّنة
(نظرتك نظرة من بعد تسع ... تقضت بالتفرق من سِنِين)
(وغض الدَّهْر عَنْهَا طرف غدر ... مَسَافَة قرب طرف من جبين)
(وَعَاد إِلَى سجيته فَأجرى ... بفرقتنا الْعُيُون من الْعُيُون)
(فويح الدَّهْر لم يسمح بوصل ... يعود بِهِ الهجوع إِلَى الجفون)
(فراقا ثمَّ يعقبه ببين ... يُعِيد إِلَى الحشا عدم السّكُون)
(وَلَا يُبْدِي جيوش الْقرب حَتَّى ... يرتب جَيش بعد فِي كمين)
(وَلَا يدني محلي مِنْك إِلَّا ... إِذا دارت رحى الْحَرْب الزبون)
(فليت الدَّهْر يسمح لي بِأُخْرَى ... وَلَو أمضى بهَا حكم الْمنون)
قَالَ ثمَّ كثر الشَّرّ مِمَّن حول الْأَفْضَل فِي حق الْأُمَرَاء الْكِبَار ذَوي الأقدار فأنفوا من ذَلِك وأزمعوا على الِانْفِصَال لسوء تِلْكَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute