للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَشرع الْعَادِل فِي تَدْبِير أُمُور الْأَفْضَل فكاتب الْأُمَرَاء الأَسدِية من أَصْحَاب الْعَزِيز يحثهم على تَركه والانقطاع إِلَى حزب الْأَفْضَل وسلكه وَكَانَت الأَسدِية أبدا فِي عناء من تقدم الناصرية عَلَيْهَا وراسل الْعَادِل أَيْضا الْعَزِيز بخوفه من قبل الأَسدِية ويعرفه مَا انطوت عَلَيْهِ قُلُوبهم من الغل فَكَانُوا إِذا لَقِيَهُمْ عرفُوا فِي وَجهه التَّغَيُّر عَلَيْهِم فرغبوا عَنهُ وحسنوا للأكراد مرافقتهم فِي الِانْصِرَاف عَنهُ فَفَعَلُوا

وَكَانَ أَمِير أُمَرَاء الأكراد أَبُو الهيجاء السمين فدارت الأكراد حوله وَقَالُوا لَا نَأْمَن عَلَيْك من الناصرية فأبرموا أَمرهم وعجلوا رحيلهم فَرَحل أَبُو الهيجاء والمهرانية والأسدية عَشِيَّة الِاثْنَيْنِ رَابِع شَوَّال وَكَانُوا أَكثر الْعَسْكَر وَعلم الْعَزِيز بهم فَمَا بالى بانصرافهم وَقَالَ صُفُونا من أكدارهم وَلم يَأْمر أَصْحَابه باتبَاعهمْ وردهم وَبَقِي فِي خواصه مُقيما فِي تِلْكَ اللَّيْلَة ثمَّ رَحل عَائِدًا إِلَى مصر فجَاء رَسُول أبي الهيجاء السمين إِلَى الْعَادِل يُعلمهُ برحيل الْعَزِيز خَائفًا ويأمره بالقدوم ليلحقوه ويأخذوه ويتسلموا ملك الديار المصرية فتحالف الْعَادِل وَالْأَفْضَل على ملك مصر على أَن يكون للعادل الثُّلُث وللأفضل الثُّلُثَانِ وخرجا يَوْم الْأَرْبَعَاء فِي الجيوش واستناب الْأَفْضَل بِدِمَشْق أَخَاهُ الْأَصْغَر قطب الدّين مُوسَى

وَأما الْعَزِيز فَإِنَّهُ سَار وَأخذ طَرِيق اللجون والرملة وَفرق من

<<  <  ج: ص:  >  >>