للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَبِيرهمْ ومقدمهم فَخر الدّين أياز سركس وَمِنْهُم أَسد الدّين سراسنقر وزين الدّين قراجه

وعقدوا الْأَمر لوَلَده نَاصِر الدّين ونعتوه بِالْملكِ الْمَنْصُور وَأخذُوا لَهُ أَيْمَان الْجُمْهُور

قَالَ وَكَانَت الأَسدِية فِي الْأَيَّام العزيزية بالناصرية مغمورين وبالاستيلاء عَلَيْهِم مقهورين وَكَبِيرهمْ سيف الدّين يازكوج وَكَانَ عِنْد وَفَاة الْعَزِيز غَائِبا بأسوان فَلَمَّا بلغه ذَلِك حضر وَجمع الأَسدِية واجتمعوا هم والصلاحية فِي ظَاهر الْقَاهِرَة فَقَالَ لَهُم نعم مَا رَأَيْتُمُوهُ من حفظ عهد الْعَزِيز فِي وَلَده لكنه صَغِير السن لَا يحْتَمل ثقل هَذَا الْفَنّ وَلَا بُد من كَبِير من أهل الْبَيْت يربيه ويدير الدَّوَاوِين ويرتب القوانين وَمَا هَا هُنَا إِلَّا الْملك الْعَادِل وَهُوَ الْآن فِي بِلَاد الشرق مَشْغُول وَهَا هُنَا من هُوَ أقرب مِنْهُ وَهُوَ الْملك الْأَفْضَل

فَقَالَ الأَسدِية هَذَا هُوَ الرَّأْي الرَّاجِح وَلم يسع الصلاحية مُخَالفَته فاتفقوا على استدعاء الْأَفْضَل من صرخد فَخرج مِنْهَا لَيْلَة الْأَرْبَعَاء التَّاسِع وَالْعِشْرين من صفر وسلك الْبَريَّة فوصل إِلَى الْقُدس يَوْم الْخَمِيس وَخرج إِلَيْهِ عسكره وَسَارُوا مَعَه إِلَى بَيت جِبْرِيل ثمَّ أغذ السّير فَلَمَّا قرب مِنْهُم فِي تَاسِع ربيع الأول تلقوهُ وَإِلَى أَعلَى مراقي الْعَلَاء رقوه وسروا بقدومه وجروا لمرسومه

قَالَ وَكَانَ الناصرية كتبُوا إِلَى رفقائهم بِالشَّام إِنَّا أحوجنا إِلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>