الْوِفَاق وتأكيد الْمِيثَاق وَقد كتب إِلَى نور الدّين بالحضور وَضبط الْأُمُور وهوعندكم فِي صرخد وَإِن وصل إِلَيْنَا انتظم أمره وتمهد فاجتهدوا فِي حصره وَهُوَ فِي حصنه وَلَا تسمحوا بفك رَهنه وَوصل إِلَى دمشق بعض الْكتب يَوْم الِاثْنَيْنِ السَّابِع وَالْعِشْرين من صفر فَخرج عسكرها إِلَى صرخد فوصلوا إِلَى بصرى يَوْم الْأَرْبَعَاء فَقيل لَهُم إِن الْأَفْضَل أدْلج لَيْلًا واستصحب نجبا وخيلا فَرَجَعُوا إِلَى دمشق
وَقيل لما عبر الْأَفْضَل بِالْبَيْتِ الْمُقَدّس وجد فِي طَرِيقه نجابا مسرعا فَاسْتَحْضرهُ واستكشف ورده وصدره فَقَالَ أَنا نجاب فَخر الدّين أياز سركس وَمَعِي كتبه إِلَى من يأنس بِهِ وَيُحِبهُ فتسلم مِنْهُ الْكتب وَعَاد النجاب فِي خدمته فَلَمَّا وصل إِلَى الْقَاهِرَة احتفل سركس لَهُ وأضاف وَقدم وَغرم أَمْوَالًا ثمَّ أبْصر نجابه وَاقِفًا بِبَابِهِ فَأخْبرهُ الْخَبَر فاستشعر من ذَلِك وتضور فَمضى وَتَبعهُ عسكره وزين الدّين قراجه فوصلا إِلَى الْقُدس وسكنا بِهِ وَعرف الناصرية جلية الْحَال فَأخذُوا فِي الِانْتِقَال وتوهم الْأَفْضَل من البَاقِينَ فقبضهم وحوى جوهرهم وعرضهم فتفرقت الْكَلِمَة المجتمعة وتوقفت الهمم المسرعة وَأمر الْأَفْضَل بِالْخطْبَةِ لِابْنِ الْعَزِيز على جَمِيع المنابر ثمَّ الدُّعَاء لَهُ فِي الآخر ونقشت السِّكَّة أَيْضا باسم الْوَلَد فِي الْبَلَد وَغير الْبَلَد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute