ودهمهم أَيْضا خبر وُصُول الْملك الْكَامِل من الشرق وَخرج من دمشق جمَاعَة يظهرون أَنهم من الناصحين وترددوا إِلَيْهِم وَمِنْهُم غادين ورائحين وأبرقوا وأرعدوا وَقَالُوا غَدا يكون قدوم الْملك الْكَامِل فِي الجحفل الحافل وَمَعَهُ من المَال الصَّامِت إِلَى أَبِيه الْعَادِل فيستظهر بولده وَالْمَال وَالرِّجَال فَلَا يقْعد عَن النهوض إِلَى الْقِتَال وَالصَّوَاب أَن نتأخر قَلِيلا
فرحلوا إِلَى سفح جبل الْعقبَة وَبقيت أسواقهم مَمْلُوءَة وَبَاتُوا تِلْكَ اللَّيْلَة وهم لكل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ عادمون وعَلى مَا فرط مِنْهُم نادمون وَفقدُوا حَتَّى المَاء للشُّرْب وَكَانَت تِلْكَ الْحَالة كسرة قبل الْحَرْب فاضطربوا للمحل الْمُحِيل واضطروا إِلَى رَاحَة الرحيل
وَوصل الْكَامِل تَاسِع عشر صفر وَقد جمع التركمان واستصحب جند الرها وحران وَنزل فِي جوسق أَبِيه فَاسْتَبْشَرَ السُّلْطَان برحيلهم وقدوم ابْنه وقضت خشيَة الله بأمنه وَأقَام الْكَامِل حَتَّى توجه أَبوهُ إِلَى مصر فَخرج مَعَه أَيَّامًا ثمَّ عَاد وَلم يُؤثر مقَاما وانتقل إِلَى حران والرها واستقام بِهِ أمرهَا وَذَلِكَ حادي عشر ربيع الأول
وَأما المحاصرون فَإِنَّهُم انتقلوا من الْكسْوَة إِلَى مرج الصفر وسير الْملكَانِ الظَّاهِر والمجاهد بعض الأثقال إِلَى بانياس وأصحبا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute