للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَقِيَّة أحمال الْملك الْأَفْضَل إِلَى مصر وودعاه وَكِلَاهُمَا سَار جَرِيدَة إِلَى مقره وَاسْتمرّ بعد ذَلِك على إمرار أمره

وَكلما رَحل الْقَوْم عَن منزل أحرقوا مَا لم يظفروا لَهُ بمحمل واستقلوا من مرج الصفر وَلم يلووا على أحد وَلم يعرجوا على بلد

وَأخذُوا فِي السّير والسرى وَذَهَبت آسادهم تروم معاودة الشرى وتبعهم الصلاحية ينزلون بعدهمْ فِي مَنَازِلهمْ ويخلفونهم فِي مناهلهم وَكَانَ الْقَوْم ظنُّوا أَنهم يقدرُونَ بمرج الصفر على الْإِقَامَة فَلَقوا من الْبرد مَا حضهم على النجَاة والسلامة وَهَذَا المرج بِقرب جبل الثَّلج فِي تموز لايقيم بِهِ إِلَّا لابس فَرْوَة فَكيف فِي كانون وَقد عرفُوا أَنهم الجانون حَيْثُ لم يلزموا القانون

وَأرْسلت الصلاحية إِلَى الْملك الْعَادِل يستعجلونه ويحثونه وَلَا يمهلونه فَخرج يَوْم الْخَمِيس تَاسِع ربيع الأول وودع أَعْيَان الْبَلَد وَسَار وتلا من تقدمه إِلَى تل العجول وَأقَام حَتَّى اجْتمع أَتْبَاعه وَأرْسل إِلَى الْأَفْضَل الْعدْل النجيب أَبَا مُحَمَّد وَكَانَ صَلَاح الدّين رَحمَه الله يعْتَقد فِي صَلَاح دينه ويمكنه من خَواص حاجاته ويرسله فِي مهام الرسائل وَكَانَ مَدْلُول الرسَالَة ارْفُقْ فِي السّير وَوَافَقَ على الْخَيْر فَمَا عنْدك الْيَوْم من يصدقك وَأَنا لَك كالوالد وأبلغك مقصودك وأحالفك وَلَا أخالفك وأوافقك وَلَا أُفَارِقك

فَأَشَارَ على الْأَفْضَل جماعته بِأَن يرد جَوَاب الرسَالَة إِن

<<  <  ج: ص:  >  >>