للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقاربتي لَك بمباعدتك للصلاحية منوطة وموافقتي بمخالفتهم مَشْرُوطَة

فَلَمَّا سمع ذَلِك الصلاحية استشاطوا ونفروا وَاسْتَدَلُّوا بِهِ على أَنهم ظفروا وجد جدهم واحتد حَدهمْ فطووا المراحل إِلَى السانح وَكَانَ الْأَفْضَل على بلبيس وَقد تفرق مُعظم أَصْحَابه إِلَى أخبارهم وَجَمَاعَة مِنْهُم مَعَ الْعَادِل فِي الْبَاطِن كاتبوه وعَلى الابطاء عاتبوه

فَسَار الْجَمْعَانِ بَعضهم إِلَى بعض والتقوا فانكسر أَصْحَاب الْأَفْضَل وانهزموا فَدَخَلُوا الْقَاهِرَة وَأَغْلقُوا الْأَبْوَاب للمحاصرة وانْتهى الى الْأَفْضَل ان جمَاعَة مِنْهُم أرْسلُوا إِلَى الْعَادِل فِي اصلاح أَحْوَالهم وإنجاح آمالهم فَقَالَ سيف الدّين يازكوج للأفضل لكل زمَان عمل وَلكُل أَوَان أمل فَأصْلح الْأَمر كَيفَ تهيا فَلَا ملام على اللبيب بِأَيّ زِيّ تزيا فشرع الْأَفْضَل فِي إصْلَاح الْأَمر مَعَ عَمه وراسله على أَن يكون بِحكمِهِ ثمَّ سلم الْأَمر وَمر سالما وَحصل لَهُ من التجربة مَا عَاد بِهِ للعواقب عَالما

قَالَ وخيم الْعَادِل بِالْبركَةِ واستبد بِملك مصر آمنا من الشّركَة وَنفذ المقطعين إِلَى إقطاعهم وَنظر للصلاحية فِي صَلَاح ضياعهم وَأرْسل إِلَى الْأَفْضَل إِن وافقتني على مَا أُعْطِيك وَقبلت سعدت فَهَؤُلَاءِ الَّذين عنْدك مَا مِنْهُم إِلَّا من كتب إِلَيّ وتقرب وانتظر يومي وترقب وَهَذِه إضبارة كتبهمْ فتأملها وَإِن لم تصدقني فسلها وَاعْلَم أَنهم غروك وضروك وساؤوك بِمَا سروك

<<  <  ج: ص:  >  >>