وَقيل لم يبْق من الْأُمَرَاء من لم يكْتب إِلَيْهِ وَلم يخَامر إِلَّا أَرْبَعَة أخلصهم سيف الدّين يازكوج فَلَمَّا عرف الْأَفْضَل صدق عَمه سلم الْمَسْأَلَة وَسَأَلَ المعدلة فقرر للأفضل فِي ديار بكر ميافارقين وأعمالها وجبل جور وحاني وجملين والمعاقل والحصون المحسوبة من ميافارقين فَرضِي بهَا مكْرها وَخرج إِلَى الشَّام مُتَوَجها لَيْلَة السبت سَابِع عشر ربيع الآخر فِي اللَّيْلَة الَّتِي دخل الْعَادِل فِي بكرتها الْقَاهِرَة فاستقر بدار السلطنة وَقدم سيف الدّين يازكوج وَحكمه واستبقى رضَا الناصرية بابقاء الْخطْبَة لِابْنِ الْعَزِيز وَلم ينافسهم مَعَ حُصُول الْمَعْنى لَهُ فِي التَّفْضِيل والتمييز وَأقَام وَهُوَ كل يَوْم فِي ارْتِفَاع وسيادة وقوته فِي نمو وَزِيَادَة
قَالَ ورد الْقَضَاء إِلَى القَاضِي صدر الدّين عبد الْملك بن درباس الْكرْدِي وَلم يزل قَاضِي الْقُضَاة بالديار المصرية من الْأَيَّام الناصرية وَكَانَ نَائِبه القَاضِي زين الدّين عَليّ بن يُوسُف الدِّمَشْقِي وتعصب الْأُمَرَاء المتغلبون على الْملك الْعَزِيز فِي مراتبه بِصَرْف صدر الدّين وتوليه نَائِبه
وَلم يزل صدر الدّين مصروفا تاره بمحيي الدّين بن أبي عصرون وَتارَة بزين الدّين حَتَّى تعصب الْعَادِل لَهُ وَبعث الْعَزِيز على رده فَلَمَّا انْقَضتْ أَيَّام الْعَزِيز وَجَاء الْأَفْضَل كَانَ أول ماحمل عَلَيْهِ أَن صدر الدّين يعْزل وتولي زين الدّين للْقَضَاء