للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَمَّا جَاءَت نوبَة الْعَادِل فِي هَذِه السّنة رد صدر الدّين إِلَى منصبه ورد التدريس بِالْمَدْرَسَةِ الشَّافِعِيَّة فِي التربة المقدسة وبالمشهد الشريف الْحُسَيْنِي الَّذِي أجري عَلَيْهِ حكم الْمدرسَة إِلَى شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين ابْن حمويه وَكتب إِلَيْهِ وَهُوَ بِدِمَشْق فاستدعاه وَقد كَانَ قبل ذَلِك ولاه فِي ممالكه الجزريه أُمُور المناصب الشَّرْعِيَّة والأمور الدِّينِيَّة ومدارس الشَّافِعِيَّة وربط الصُّوفِيَّة وَهُوَ قَاضِي قضاتها ووالي هداتها وهادي ولاتها وَله فِي مناصبه نواب وَفِي مراتبه أَصْحَاب

قَالَ وَلما دخل الْعَادِل الْقَاهِرَة استشعر أَصْحَاب الدَّوَاوِين مهابة الْوَزير صفي الدّين بن شكر الظَّاهِرَة وَنزل فِي الدَّار السُّلْطَانِيَّة فِي الْحُجْرَة الْفَاضِلِيَّةِ وتصدر فِي مَكَان مكانته وَشهر من قلمه عضب شهامته وَسيف صرامته وقمع المتجبرين وَوضع المتكبرين وَأخذ قَوس الوزارة باريها وأجرى الله الْأُمُور بِهِ أحسن مجاريها

قَالَ وَندب الْعَادِل من الأَسدِية والصلاحية أميرين كبيرين إِلَى الشَّام لاصلاح ذَات الْبَين بحمص وحماة وحلب وَغَيرهمَا وهما سراسنقر وكرجي

<<  <  ج: ص:  >  >>