للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَت الدولة بادالته تدال والزلة بازالته تزَال والكرام فِي ظله يقيلون وَمن عثرات النوائب بفضله يستقيلون وبعز حمى حمايته يعزون ولهز عطف عطفه يهتزون فالى من الْوِفَادَة بعده وَمِمَّنْ الافادة وفيمن السِّيَادَة وَلمن السَّعَادَة وَالْحَمْد لله الَّذِي لَهُ الْغَيْب وَالشَّهَادَة و {إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون} ولأمره منقادون

وَقد وَصفه الْعِمَاد أَيْضا فِي كتاب الخريدة فِي الْقسم الرَّابِع فِي ذكر محَاسِن فضلاء مصر وأعمالها فَقَالَ وَقبل شروعي فِي ذكر أَعْيَان مصر وأحاسنها ومزايا فضلائها ومزاينها أقدم ذكر من جَمِيع أفاضل الدَّهْر وأماثل الْعَصْر كالقطرة فِي تيار بحره بل كالذرة فِي أنوار فجره وَهُوَ الْمولى القَاضِي الْأَجَل الْفَاضِل الأسعد أَبُو عَليّ عبد الرَّحِيم بن القَاضِي الْأَشْرَف أَبى الْمجد عَليّ بن الْحسن البيساني صَاحب الْقُرْآن العديم الأقران وَوَاحِد الزَّمَان الْعَظِيم الشان رب الْقَلَم وَالْبَيَان واللسن وَاللِّسَان والقريحة الوقادة والبصيرة النقادة والبديهة المعجزة والبديعة المطرزة وَالْفضل الَّذِي مَا سمع فِي الْأَوَائِل مِمَّن لَو عَاشَ فِي زَمَانه لتَعلق بغباره أَو جرى فِي مضماره فَهُوَ كالشريعة المحمدية الَّتِي نسخت الشَّرَائِع ورسخت بهَا الصَّنَائِع يخترع الأفكار ويفترع الْأَبْكَار ويطلع الْأَنْوَار ويبدع الأزهار

وَهُوَ ضَابِط الْملك بآرائه ورابط السلك بآلائه إِن شَاءَ أنشأ

<<  <  ج: ص:  >  >>