للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْن شَدَّاد كَانَ ذَلِك سنة ثَمَان وَخمسين وَالْقَوْل فِي ذَلِك قَوْلهمَا فقد بَينا أَن قدوم شاور إِلَى الشَّام كَانَ فِي سنة ثَمَان وَخمسين وإرسال نور الدّين الْعَسْكَر كَانَ فِي جُمَادَى سنة تسع وَخمسين

قَالُوا وَأمر نور الدّين أَسد الدّين بِإِعَادَة شاور إِلَى منصبه والانتقام مِمَّن نازعه فِي الوزارة

وَسَارُوا جَمِيعًا وَسَار مَعَهم نور الدّين إِلَى أَطْرَاف بِلَاد الْإِسْلَام مِمَّا يَلِي الفرنج بعساكره ليشغلهم عَن التَّعَرُّض لأسد الدّين فَكَانَ قصارى الفرنج حفظ بِلَادهمْ من نور الدّين

وَوصل أَسد الدّين سالما إِلَى مصر هُوَ وَمن مَعَه فهرب المنازع لشاور فِي الوزارة وَقتل وطيف بِرَأْسِهِ وَعَاد شاور وزيرا وَتمكن من منصبه

وَكَانَ عمَارَة قد مدح ضرغاما بقصيدة مِنْهَا

(وأحق من وزر الْخلَافَة من نشا ... فِي حَضْرَة الْإِكْرَام والإجلال)

(واختص بالخلفاء وانكشفت لَهُ ... أسرارها بقرائن الْأَحْوَال)

(وَتصرف الوزراء عَن آرائه ... كتصرف الْأَسْمَاء بالأفعال)

قَالَ عمَارَة وَلما جازوا بِرَأْسِهِ على الخليج وَكنت أسكن صف الخليج بِالْقَاهِرَةِ قلت ارتجالا

(أرى حنك الوزارة صَار سَيْفا ... يجذ بحده صيد الرّقاب)

(كَأَنَّك رائد الْبلوى وَإِلَّا ... بشير بالمنية والمصاب)

ولعمارة اليمني من قصيدة مدح بهَا شاور وَذكر وزارتيه

<<  <  ج: ص:  >  >>