للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْخُصُوم إِلَى مجْلِس الحكم

فَحَضَرَ بعض التُّجَّار وَادّعى أَن لَهُ على نور الدّين دَعْوَى

فَقَالَ الكردري لسويد الْمَذْكُور امْضِ إِلَى نور الدّين وادعه إِلَى مجْلِس الحكم وعرفه أَنه حضر شخص يطْلب حُضُوره وَكَانَ نور الدّين فِي الميدان فجَاء سُوَيْد إِلَى بَاب الميدان فَخرج إِسْمَاعِيل الخزندار فَوَجَدَهُ فَتقدم سُوَيْد إِلَيْهِ وَقَالَ قد سيرني تَاج الدّين القَاضِي وَذكر أَنه حضر تَاجر وَذكر أَن لَهُ دَعْوَى على الْمولى نور الدّين وَقد أنفذني تَاج الدّين وَقَالَ لي كَذَا وَكَذَا فَضَحِك إِسْمَاعِيل الخزندار وَدخل على نور الدّين ضَاحِكا وَقَالَ لَهُ مستهزئا يقوم الْمولى فَقَالَ إِلَى أَيْن فَقَالَ قد حضر سُوَيْد غُلَام تَاج الدّين الكردري وَقَالَ إِن تَاج الدّين أرْسلهُ يطْلب الْمولى إِلَى مجْلِس الحكم فَأنْكر نور الدّين على إِسْمَاعِيل استهزاءه وَقَالَ تستهزئ بطلبي إِلَى مجْلِس الحكم وَقَالَ نور الدّين يحضر فرسي حَتَّى نركب إِلَيْهِ السّمع وَالطَّاعَة

قَالَ الله تَعَالَى {إنّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنينَ إِذا دُعُوا إلىَ الله وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وأَطَعْنَا} ثمَّ نَهَضَ وَركب حَتَّى دخل بَاب الْمَدِينَة فاستدعى سويدا وَقَالَ لَهُ امْضِ إِلَى القَاضِي تَاج الدّين وَسلم عَلَيْهِ وَقل لَهُ إِنِّي جِئْت إِلَى هَا هُنَا امتثالا لأمر الشَّرْع وأحتاج فِي الْحُضُور الى مَجْلِسه إِلَى سلوك هَذِه الْأَزِقَّة وفيهَا الأطيان وَهَذَا وَكيلِي يسمع الدَّعْوَى وَإِن تَوَجَّهت على يَمِين أحضر إِن شَاءَ الله

قَالَ فَحَضَرَ الْوَكِيل وَسمع الدَّعْوَى وتوجهت الْيَمين فَقَالَ الْكرْدِي قد تَوَجَّهت الْيَمين فليحضر

فَلَمَّا بلغ نور الدّين ذَلِك وَعلم أَنه لَا مندوحة عَن حُضُور مَجْلِسه للْيَمِين استدعى ذَلِك التَّاجِر وَأصْلح الْأَمر فِيمَا بَينه وَبَينه وأرضاه

<<  <  ج: ص:  >  >>