للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سَمِعت قَاضِي الْقُضَاة بهاء الدّين يَقُول حكى لي السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين قَالَ أَرْسلنِي الْملك الْعَادِل نور الدّين إِلَى عمي أَسد الدّين شيركوه وَكَانَ لَا يفعل شَيْئا إِلَّا بمشورته فَقَالَ امْضِ وَقل لأسد الدّين قد خطر فِي بالي أَن أبطل هَذِه الضمانات بأسرها والمؤن والمكوس

وَخذ رَأْيه فِي ذَلِك

قَالَ فَجئْت إِلَيْهِ وأنهيت إِلَيْهِ مَا قَالَ لي فَقَالَ امْضِ وَقل لَهُ يَا مَوْلَانَا إِذا فعلت ذَلِك فالأجناد الَّذين أَرْزَاقهم على هَذِه الْجِهَات من أَيْن تعطيهم وتحتاج إِلَيْهِم للغزاة وَخُرُوج العساكر فَقَالَ السُّلْطَان صَلَاح الدّين فَقلت لِعَمِّي هَذَا أَمر قد ألهمه الله إِيَّاه فساعده عَلَيْهِ

فصاح فِي وَقَالَ امْضِ إِلَيْهِ وَقل لَهُ مَا أَقُول لَك قَالَ فعدت إِلَى نور الدّين فأنهيت إِلَيْهِ مَا قَالَ لي عمي فَقَالَ امْضِ إِلَيْهِ وَقل لَهُ إِذا كُنَّا نغزو من هَذِه الْجِهَات نتركها ونقعد وَلَا نخرج قَالَ فعدت إِلَى عمي وَقلت لَهُ مَا قَالَ فَقَالَ قل لَهُ إِن تركوك تقعد فجيد هُوَ فراجعته فِي أَلا يثبطه عَن ذَلِك فصاح فِي وَقَالَ امْضِ إِلَيْهِ وَقل لَهُ مَا أَقُول لَك قَالَ فَجئْت إِلَيْهِ وَقلت لَهُ ذَلِك فَترك ذَلِك مُدَّة ثمَّ أمضى مَا كَانَ عزم عَلَيْهِ

قَالَ لي صقر بن يحيى بَلغنِي أَن موفق الدّين خَالِدا رأى فِي النّوم كَأَن نور الدّين دفع إِلَيْهِ ثِيَابه ليغسلها فَقص مَنَامه على نور الدّين فتمعر وَجه نور الدّين فَخَجِلَ موفق الدّين وَبَقِي أَيَّامًا على غَايَة من الخجل فاستدعاه يَوْمًا نور الدّين وَقَالَ تعال قد آن لَك أَن تغسل ثِيَابِي اقعد واكتب بِإِطْلَاق الْمُؤَن والمكوس والأعشار واكتب للْمُسلمين إِنَّنِي قد رفعت

<<  <  ج: ص:  >  >>