للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينتقل {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيةٍ} أَو تنظر إِلَّا طلولا على عروشها خاوية وعراصا من سكانها خَالِيَة قد بقيت عِبْرَة للعابر وذكرى للذاكر وموعظة سارة للْمُسلمِ مرغمة للْكَافِرِ

ثمَّ عدنا بَقِيَّة يَوْم السبت إِلَى الْملك خذله الله تَعَالَى راجين أَن يحملهُ الثكل على الْإِقْدَام ويخرجه حر النَّار إِلَى مقَام الانتقام فَإِذا شَيْطَانه قد نصحه وَقتل أَصْحَابه قد جرحه فبِتْنا عَلَيْهِ والألسنة بقراره تعيره واستتاره يقرعه ويقَرِّره

واصبحنا يَوْم الْأَحَد ثَانِي شهر ربيع الآخر وَالْكَسْب قد أثقل الْمُقَاتلَة وَنصر الله قد بلغ الْغَايَة المستأصلة ورحلنا والسلامة لصغير عسكرنا وكبيره شَامِلَة والعدو قد غزى فِي عُقره وعُقر وأذل فِي دَار ملكه واحتقر ووصلنا إِلَى مُسْتَقر سلطاننا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ الْحَادِي عشر من الشَّهْر الْمَذْكُور فَاسْتقْبلنَا من مَوْلَانَا صلوَات الله عَلَيْهِ وتشريفه واستقلال ركابه ومشافهتنا بمقبول دُعَائِهِ الشريف ومحابه مَا عظمت بِهِ النعم وجلّت وزالت بِهِ وعثاء الطَّرِيق وتجلّت وجادتها سَمَاء إنعامه الَّتِي لم تزل تجودنا واستهلت

قلت وَمن قصيدة لعمارة فِي مدح صَلَاح الدّين أَولهَا

(فؤاد بِنَار الشوق والوجد محرق ...)

يَقُول فِيهَا

(لَعَلَّ بني أَيُّوب إِن علمُوا بِمَا ... تظلمت مِنْهُ أَن يرقوا ويشفقوا)

(غزوا عُقر دَار الْمُشْركين بغزةٍ ... جهاراً وطرف الشّرك خزيان مطرق)

<<  <  ج: ص:  >  >>