(هَل وَجه نور الدّين غير سنى ... صدع الدجى عَن خجله الْبَدْر)
(ملك مهابته طليعته ... أبدا أَمَام جيوشه تسرى)
(كم فل كيدهم بصاعقة ... شغلت قُلُوبهم عَن الْفِكر)
(تركت حصونهم سجونهم ... فالقوم قبل الْأسر فِي أسر)
(عصم العواصم فَهِيَ ضاحكة ... تجلو الظبي ثغرا على الثغر)
(وَإِذا سَرَايَا خيله قفلت ... نهضت سَرَايَا الْخَوْف والذعر)
(وَرمى القلاع بِمثل جندلها ... حَتَّى استكان الصخر بالصخر)
(يَا سائلي عَن نهج سيرته ... هَل غيرُ مفرق هَامِه الْفجْر)
(عدل حقيقُ من تَأمله ... أَن يُحْيِىَ العُمَريْن بِالذكر)
(وشهامة فِي الله خَالِصَة ... عقدت عَلَيْهِ تمائم الْأجر)
(وندى يَد مَا ضرّ واردها ... أَلا يبيت مجاور الْبَحْر)
(هَذَا المخيم فِي ذرا حلب ... وثناؤه أبدا على ظهر)
وَله فِيهِ وَقد وصف دَاره
(دَار تغار الشَّمْس فِي أفقها ... من حسنها وَالشَّمْس مغيار)
(يزأر فِيهَا ضيغم مَا لَهُ ... غير سيوف الْهِنْد أظفار)
(تمسي وتضحي وَهُوَ جَار لَهَا ... وَالله ذُو الْعَرْش لَهُ جَار)
(لسيفه الباتر من دهره الجائر ... مَا يهوى ويختار)
(قد مَلأ الْأَسْفَار من ذكره ... نشر لَهُ فِي الرَّوْض إسفار)
(حمد يضوع الجوُّ من طيبه ... كَأَنَّمَا رَاوِيه عطار)
(إِن خطرت فِي قلبه خطرة ... أجابها مَاض وخطار)