قلت وَذكر ابْن المارستانية فِي السِّيرَة الْمَذْكُورَة قَالَ وَكَانَ هَذَا الْمَنَام سَببا إِلَى أَن كَاتب الْوَزير ابْن هُبَيْرَة نور الدّين بن زنكي يحثه على التَّعَرُّض لمصر والبعث إِلَيْهَا وَاتفقَ فِي اثناء ذَلِك نوبَة شاور وَزِير صَاحب الْقصر وقدومه هَارِبا مِنْهُ إِلَى نور الدّين فحرك ذَلِك مَا كَانَ تخمر فِي نَفسه مِمَّا كَانَ كَاتبه بِهِ ابْن هُبَيْرَة فاستطلع من شاور الْأَسْبَاب الَّتِي يُمكن بهَا الدُّخُول على المصريين فشرحها وأوضحها فسير إِلَيْهَا أَسد الدّين كَمَا سبق ذكره
قَالَ وَلما قطعت خطْبَة العاضد استطال أهل السّنة على الإسماعيلية وتتبعوهم وأذلوهم وصاروا لَا يقدرُونَ على الظُّهُور من دروهم وَإِذا وجد أحد من الأتراك مصريا أَخذ ثِيَابه وعظمت الأذية بذلك وجلا أَكثر أهل مصر عَنْهَا إِلَى الْبِلَاد وَفَرح النَّاس بذلك وكتبت الْكتب بِهِ إِلَى الأقطار وتحدث بِهِ السُّمار
وَلما وصل خبر ذَلِك إِلَى نور الدّين ندب للبشارة بِهِ إِلَى بَغْدَاد شهَاب الدّين أَبَا الْمَعَالِي المطّهر بن أبي عصرون وَكتب مَعَه نُسْخَة بِشَارَة تقْرَأ بِكُل مَدِينَة يمر بهَا يَقُول فِيهَا اصدرنا هَذِه الْمُكَاتبَة إِلَى جَمِيع الْبِلَاد الإسلامية عَامَّة بِمَا فتح الله على أَيْدِينَا رتاجه وأوضح لنا منهاجه وَهُوَ مَا اعتمدناه من إِقَامَة الدعْوَة الهادية العباسية بِجَمِيعِ المدن والبلاد والأقطار والأمصار المصرية والإسكندرية ومصر والقاهرة وَسَائِر الْأَطْرَاف الدانية والقاصية