للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخلع من عِنْده يكرم بهَا أَصْحَابه ووصلت تِلْكَ الخلعة إِلَيْهِ ولبسها وَأنس من السَّعَادَة الدائمة قبسها وَطَاف بهَا فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من رَجَب وَهِي أول أهبة عباسية دخلت الديار المصرية يَعْنِي بعد اسْتِيلَاء بني عبيد عَلَيْهَا

قَالَ وَكَانَت وصلت مَعَ الرُّسُل أَعْلَام وبنود ورايات سود وأُهب عباسية للخطباء فِي الديار المصرية فسيُرّت إِلَى صَلَاح الدّين ففرقها على الْمَسَاجِد والجوامع والخطباء والقضاة وَالْعُلَمَاء وَالْحَمْد لله على مَا أنعم وَأولى ووهب وَأعْطى

قَالَ ابْن أبي طيّ وَلما فرغ السُّلْطَان من أَمر الْخطْبَة أَمر بِالْقَبْضِ على الْقُصُور وَجَمِيع مَا فِيهَا من مَال وذخائر وفرش وَسلَاح وَغير ذَلِك فَلم يُوجد من المَال كَبِير أَمر لِأَن شاور كَانَ قد ضيّعه فِي إِعْطَائِهِ الفرنج فِي المرات الَّتِي قدمنَا ذكرهَا وَوجد فِيهَا ذخائر جليلة من ملابس وفرش وخيول وخيام وَكتب وجوهر وَمن عَجِيب مَا وجد فِيهِ قضيب زمرد طوله شبر وكَسْر قِطْعَة وَاحِدَة وَكَانَ سمت حجمه مِقْدَار الْإِبْهَام وَوجد فِيهِ طبل للقولنج وَوجد فِيهِ إبريق عَظِيم من الْحجر الْمَانِع وَوجد فِيهِ سبع مئة يتيمة من الْجَوْهَر فَأَما قضيب الزمرد فَإِن السُّلْطَان أَخذه وأحضر صائغا ليقطعه فَأبى الصَّائِغ قطعه فَرَمَاهُ السُّلْطَان فَانْقَطع ثَلَاث قطع وفرَّقه السُّلطان على نِسَائِهِ وَأما طبل القولنج فَإِنَّهُ وَقع إِلَى بعض الأكراد

<<  <  ج: ص:  >  >>