ومدح أَصْحَابهَا ونفق عَلَيْهِم فَلَمَّا زَالَت دولتهم انضوى إِلَى شمس الدولة ومدحه وَكَانَ إِذا خلا بِهِ يصف لَهُ بِلَاد الْيمن وَكَثْرَة أموالها وَخَيرهَا وَضعف من فِيهَا وَأَنَّهَا قريبَة المأخذ لمن طلبَهَا
قلت فَمن جملَة شعره فِي ذَلِك قَوْله فِي القصيدة الَّتِي أَولهَا
(الْعلم مذ كَانَ مُحْتَاج إِلَى الْعلم ... وشفرة السَّيْف تَسْتَغْنِي عَن الْقَلَم)
(كم يتْرك الْبيض فِي الأجفان ظامئة ... إِلَى الْمَوَارِد فِي الْأَعْنَاق والقمم)
(أمامك الْفَتْح من شام وَمن يمن ... فَلَا ترد رُؤُوس الْخَيل باللجم)
(فعمُّك الْملك الْمَنْصُور سوّمها ... من الْفُرَات إِلَى مصر بِلَا سأم)
(فاخلق لنَفسك ملكا لَا تُضَاف بِهِ ... إِلَى سواك وأوْرِ النَّار فِي الْعلم)
(هَذَا ابْن تومرت قد كَانَت بدايته ... كَمَا يَقُول الورى لَحْمًا على وَضم)
(وَقد ترامى إِلَى أَن أَمْسَكت يَده ... من الْكَوَاكِب بالأنفاس والكظم)
(حاسب ضميرك عَن رَأْي أَتَاك وَقل ... نصيحة وَردت من غير متهّم)
وَله من أُخْرَى
(أفاتح أَرض النِّيل وَهِي منيعة ... على كلّ راجٍ فتحهَا ومؤمل)
(مَتى توقد النَّار الَّتِي أَنْت قَادِح ... بغمدان مشبوبا سناها بمندل)
(وتفتح مَا بَين الْحصين وَأبين ... وَصَنْعَاء من حصنٍ حُصَيْن وَمَعْقِل)
(وتملك من مخلاف طرف وجعفر ... نقيضين من حَزْن خصيب ومُسهل)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute