قَالَ ابْن أبي طيّ وَوَافَقَ ذَلِك أَنه كَاتبه رجل من أهل الْيمن شرِيف يُقَال لَهُ هَاشم بن غَانِم وأطمعه فِي المعاونة لِأَن صَاحب الْيمن عبد النَّبِي كَانَ قد تعدى على هَذَا الشريف هَاشم فَأعْلم شمس الدولة أَصْحَابه بعزمه على الْيمن فَأَجَابُوهُ وتجهز ثمَّ دخل على أَخِيه السُّلْطَان واستأذنه فِي دُخُول الْيمن فَأذن لَهُ وَأطلق لَهُ مُغَلّ قوص سنة وزوده فَوق مَا كَانَ فِي نَفسه وأصحبه جمَاعَة من الْأُمَرَاء وَمِقْدَار ألف فَارس خَارِجا عمّن سيره من حلقته وَسَار فِي الْبر وَالْبَحْر فِي الْبر العساكر وَفِي الْبَحْر الأسطول يحمل الأزواد وَالْعدَد والآلات فوصل إِلَى مَكَّة شرفها الله تَعَالَى فَدَخلَهَا زَائِرًا ثمَّ خرج مُتَوَجها مِنْهَا إِلَى الْيمن فوصل زبيد فِي أَوَائِل شَوَّال فَنزل عَلَيْهَا ولقيه الشريف هَاشم بن غَانِم الحسني وَجَمِيع الْأَشْرَاف بَنو سُلَيْمَان فِي جمع جم وَعدد كثير فهجم زبيد وتسلمها واحتوى على مَا فِيهَا وَقبض على صَاحب الْيمن عبد النبيّ أخي عَليّ بن مهْدي