شعر فَحَلَفت لَهُ على ذَلِك ولطف الله تَعَالَى بِي فَلم أهج أحدا مَا عدا إنْسَانا هجاني بِحَضْرَة الْملك الصَّالح يَعْنِي ابْن رزيك ببيتي شعر فأقسم الصَّالح عليّ أَن أجيببه فَفعلت متأولا قَول الله عز وَجل {وَلَمَن انتصر بعد ظلمه فَأُولَئِك مَا عَلَيْهِم مِنْ سَبيِل} وَقَوله تَعَالَى {فَمَن اعتَدى عَلَيْكُم فاعْتَدوا عَلَيْه بِمِثِل مَا اعْتَدَى عَلَيْكُم} قَالَ وَلم يكن شَيْء غير هَذَا
وَحَجَجْت مَعَ الملكة أم فاتك ملك زبيد وَكَانَت تقوم لأمير الْحَرَمَيْنِ بِجَمِيعِ مَا يتَنَاوَلهُ من حاجّ الْيمن برا وبحرا وبجميع خفارات الطَّرِيق فَذكر أَنه حصل لَهُ وجاهة عندنَا فَانْتَفع بهَا حَتَّى أثرى وَكثر مَاله وجاهه ثمَّ طرأت أمورٌ اقْتَضَت أَن هرب من الْيمن وَحج سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مئة
قَالَ وَفِي موسم هَذِه السّنة مَاتَ أَمِير الْحَرَمَيْنِ هَاشم بن فليتة وَولى الْحَرَمَيْنِ وَلَده قَاسم بن هَاشم فألزمني السّفارة عَنهُ والرسالة مِنْهُ إِلَى الدولة المصرية فقدمتها فِي شهر ربيع الأول سنة خمسين والخليفة بهَا يَوْمئِذٍ الفائز بن الظافر والوزير لَهُ الْملك الصَّالح طلائع بن رزّيك فَلَمَّا حضرت للسلام عَلَيْهِمَا فِي قاعة الذَّهَب من قصر الْخَلِيفَة أنشدتهما
(الْحَمد للعيس بعد الْعَزْم والهمم ... حمدا يقوم بِمَا أولت من النعم)