مَا قضى وأسخط من لله فِي سخطه رضَا وَجعل وَجه لابسي السوَاد مُبيضا فَأدْرك لَهُم بثأرٍ نَامَتْ عَنهُ الهمم ودوّخت عَلَيْهِ الْأُمَم وشفى الصُّدُور وَجَاء بِالْحَقِّ إِلَى من غره بِاللَّه الْغرُور واستبضع إِلَى الله تَعَالَى تِجَارَة لن تبور
وَمن كتاب آخر قد بورك للخادم فِي الطَّاعَة الَّتِي لبس الْأَوْلِيَاء شعارها وأمضى فِي الْأَعْدَاء شفارها وَجمع عَلَيْهَا الدّين وَكَانَ أديانا واستقامت بهَا الْقُلُوب على صبغة التَّكَلُّف وَكَانَت ألوانا
وَمن كتاب آخر لم يكن سَبَب خُرُوج الْمَمْلُوك من بَيته إِلَّا وعد كَانَ انْعَقَد بَينه وَبَين نور الدّين رَحمَه الله تَعَالَى فِي أَن يتجاذبا طرفِي الْغُزَاة من مصر وَالشَّام الْمَمْلُوك بعسكري برّه وبحره وَنور الدّين من جَانب سهل الشَّام ووعره فَلَمَّا قضى الله بالمحتوم على أَحدهمَا وَحدثت بعد الْأُمُور أُمُور اشتهرت للْمُسلمين عورات وضاعت ثغور وتحكمت الآراء الْفَاسِدَة وفُورقت المحاج القاصدة وَصَارَت الباطنية بطانة من دون الْمُؤمنِينَ وَالْكفَّار مَحْمُولَة إِلَيْهَا جزى الْمُسلمين والأمراء الَّذين كَانُوا لِلْإِسْلَامِ قَوَاعِد وَكَانَت سيوفهم للنصر موارد يَشكونَ ضيق حلقات الأسار وتطرق الْكفَّار بِالْبِنَاءِ فِي الْحُدُود الإسلامية وَلَا خَفَاء أَن الفرنج بعد حلولنا بِهَذِهِ الخطة قَامُوا وقعدوا واستنجدوا علينا أنصار النَّصْرَانِيَّة فِي الأقطار وسيروا الصَّلِيب وَمن كسى مذابحهم بقمامة وهددوا طاغية كفرهم بأشراط الْقِيَامَة ونفذوا البطارقة والقسيسين برسائل صور من يصورّونه مِمَّن يسمونهم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute