الله فِيهَا حكما وضيق فِي نكثها المجال على من كَانَ حَنِيفا مُسلما وَعَاد رَسُوله ليسمع منا الْيَمين فَلَمَّا حضر وأحضر نسختها أومى بِيَدِهِ ليخرجها فَأخْرج نُسْخَة يَمِين كَانَت بَين الموصليين والحلبيين مضمونها الِاتِّفَاق على حزبنا والتداعي إِلَى حربنا والتساعد على إِزَالَة خَطَبنَا والاستنفار لمن هُوَ على بَعدنَا وقربنا وَقد حلف بهَا كمشتكين الْخَادِم بحلب وَجَمَاعَة مَعَه يَمِينا نقضت الأولى فَرددْنَا الْيَمين إِلَى يَمِين الرَّسُول وَقُلْنَا هَذِه يَمِين عَن الْأَيْمَان خَارِجَة وَأَرَدْت عمرا وَأَرَادَ الله خَارِجَة
وَانْصَرف الرَّسول عَن بابنا وَقد نزّهنا الله أَن يكون اسْمه معرضًا للحنث الْعَظِيم والنّكث الذّميم وَعلمنَا أنّ النَّاقِد بَصِير والآخذ قدير والمواقف الشرّيفة النَّبَوِيَّة أَعْلَاهَا الله مستخرجة الْأَوَامِر إِلَى الموصليّ إِمَّا بِكِتَاب مُؤَكد بِأَن لَا ينْقض عهد الله من بعد ميثاقه وَإِمَّا أَن تكون الفسحة وَاقعَة لنا فِي تضييق خناقه
ثمَّ ذكر أَمر الفرنج ثمّ قَالَ والمملوك بَين عدوّ إِسْلَام يشاركونه فِي هَذَا الِاسْم لفظا وَلَا ينوون لما استحفظوا حفظا وعدوّ كفر فَمَا يجاورهم إِلَّا بِلَاده وَلَا يقارعهم إِلَّا أجناده