(وَإِذا انتدى فِي محفل فحيِيُّه ... وَإِذا غَدا فِي جحفل فوقاحه)
قَالَ وَكَانَ لعزّ الدّين فرخشاه فِي هَذِه الْوَقْعَة يَد بَيْضَاء وَهُوَ محب للفضل وَأَهله باعثُ للخواطر على مدحه ببذله فنظمت فِيهِ قصيدة مِنْهَا
(نصرٌ أنار لملككُمْ بُرهانه ... وَعلا لذلة شانئيكم شانه)
(مَا أسعد الْإِسْلَام وَهُوَ مظفر ... وَأَبُو المظفّر يوسفٌ سُلْطَانه)
(الملكُ مرفوعٌ لكم مِقْدَاره ... وَالْعدْل موضوعٌ بكم مِيزَانه)
(والدهر لَا يَأْتِي بِغَيْر مرادكم ... فَهَل الْقَضَاء لأجلكم جَرَيَانه)
(وكأنما لله فِي أَحْكَامه ... فلكٌ على إيثاركم دورانه)
(فخراً بني أَيُّوب إِن فخاركم ... بذَّ الْمُلُوك السَّابِقين رهانه)
(يكفى حسودكم اعتقالا همة ... فَكَأَنَّمَا أشجانه أسجانه)
(الدّين عزّ الدّين عزّ بنصركم ... وَالْكفْر ذل بعونكم أعوانه)
(قد كَانَ جيشهم كبحرٍ زاخر ... واللابسون جواشناً حيتانه)
(فطمى لهلكهم عَلَيْهِم بحركم ... بَأْسا وغرّق فلكهم طوفانه)
(فضل الْمُلُوك الأكرمين بفضله ... فعلا زمانهم البهيج زَمَانه)
(فِي فَضله فِي عدله فِي حلمه ... صديقّه فاروقه عثمانه)
(هُوَ فِي السماح وَفِي اللِّقَاء عليّه ... هُوَ فِي العفاف وَفِي التقى سلمانه)
(من آل شاذي الشائدين لمجده ... ببنيه بَيْتا عَالِيا بُنْيَانه)
(بَيت من العلياء سامٍ سامقٌ ... يبْنى على كيوانها إيوانه)