للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يذخر هَذِه الْأَمْوَال لَهُ فَقَالَ السُّلطان أَنا يوسُف وَقد أخذت مَا خبئ لي فتعجب النَّاس من ذَلِك

قَالَ ولمَّا فرغ من منبح نزل على عزاز وَنصب عَلَيْهَا عدّة مجانيق وجدّ فِي الْقِتَال وبذل الْأَمْوَال

قَالَ الْعِمَاد ثمَّ نزل السُّلطان على حصن عزاز وَقطع بَين الحلبيين وَبَين الفرنج الْجَوَاز وَهُوَ حصن منيع رفيع فحاصره ثَمَانِيَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا وَكَانَ السُّلطان قد أشْفق على هَذَا الْحصن من مُوَافقَة الحلبيين للفرنج فَإِن الغيظ حملهمْ على مهادنة الفرنج وَإِطْلَاق مُلُوكهمْ الذّين تَعب نور الدّين رَحمَه الله تَعَالَى فِي أسرهم فَرَأى السُّلطان أَن يحْتَاط على المعاقل ويصُونها صون العقائل فتسلّمها حادي عشر ذِي الْحجَّة بعد مُدَّة حصارها الْمَذْكُورَة

وَقَالَ الْعِمَاد قصيدة مِنْهَا

(أعطَاهُ ربّ الْعَالمين دولة ... عزّةُ أهل الدّين فِي إعزازها)

(حَاز العُلا ببأسه وجوده ... وَهُوَ أَحَق الْخلق باحتيازها)

(بجوده أفنى كنوزا فني الْمُلُوك ... فِي الجدّ على اكتنازها)

(مهلك أهل الشِّرك طرا رومها ... أرمنها إفرنجها أبخازها)

<<  <  ج: ص:  >  >>