للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منكلان من ضَرْبَة الحشيشي بعد أَيَّام وَجَاء آخر من الباطنية فَحصل فِي سهم الْأَمِير عَليّ بن أبي الفوارس فهجم على الباطني وَدخل الباطني فِيهِ ليضربه فَأَخذه عَليّ تَحت إبطه وَبقيت يَد الباطني من وَرَائه لَا يتَمَكَّن من ضربه فصاح عَليّ اقْتُلُوهُ واقتلوني مَعَه فجَاء نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن شيركوه فطعن بطن الباطني بِسَيْفِهِ وَمَا زَالَ يُخضخضه فِيهِ حَتَّى سقط مَيتا وَنَجَا ابْن أبي الفوارس وَخرج آخر من الحشيشية مُنْهَزِمًا فَلَقِيَهُ الْأَمِير شهَاب الدّين مَحْمُود خَال السُّلْطَان فتنكب الباطني عَن طَرِيق شهَاب الدّين فقصده أَصْحَابه وقطعوه بِالسُّيُوفِ

وَأما السُّلْطَان فَإِنَّهُ ركب من وقته إِلَى سرادقه وَدَمه على خَدّه سَائل وَأخذ من ذَلِك الْوَقْت فِي الاحتراس والاحتراز وَضرب حول سرادقه مِثَال الخركاه وَنصب لَهُ فِي وسط سرادقه برجا من الْخشب كَانَ يجلس فِيهِ وينام وَلَا يدْخل عَلَيْهِ إِلَّا من يعرفهُ وَبَطلَت الْحَرْب فِي ذَلِك الْيَوْم وَخَافَ النَّاس على السُّلْطَان

واضطرب الْعَسْكَر وَخَافَ النَّاس بَعضهم من بعض فألجأت الْحَال إِلَى ركُوب السُّلْطَان ليشاهده النَّاس فَركب حَتَّى سكن الْعَسْكَر وَعَاد إِلَى خيمته وَأخذ فِي قتال عزاز فقاتلها مُدَّة ثَمَانِيَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا حَتَّى عجز من كَانَ فِيهَا وسألوا الْأمان فتسلمها حادي عشر ذِي الْحجَّة وَصعد إِلَيْهَا وَأصْلح مَا تهدم مِنْهَا ثمَّ أقطعها لِابْنِ أَخِيه تقيّ الدّين عمر

وَكَانَت عزاز أَولا للجفينة غُلَام نور الدّين فَلَمَّا ملك السُّلْطَان

<<  <  ج: ص:  >  >>