منبج أَخذهَا مِنْهُ الْملك الصَّالح وقوّاها لَعَلَّه يحفظها من الْملك النَّاصِر فَلم يبلغ ذَلِك
وَلما فرغ السُّلْطَان من أَمر عزاز حقد على من بحلب لما فَعَلُوهُ من أَمر الحشيشية فَسَار حَتَّى نزل على حلب خَامِس عشر ذِي الْحجَّة وَضربت خيمته على رَأس الياروقية فَوق جبل جوشن وجبى أموالها وأقطع ضياعها وضيق على أَهلهَا وَلم يفسح لعسكره فِي مقاتلتها بل كَانَ يمْنَع أَن يدْخل إِلَيْهَا شَيْء أَو يخرج مِنْهَا أحد
وَكَانَ سعد الدّين كمشتكين فِي حارم وَكَانَت إقطاعه فِي يَد نوابه وَكَانَ انتزعها من يَد أَوْلَاد الداية بعد أَن عصى نائبها
وَكَانَ سَبَب خُرُوجه إِلَيْهَا أنّ السُّلْطَان لما نزل على عزاز خَافَ كمشتكين أَن ينْتَقل مِنْهَا إِلَى حارم فَخرج إِلَيْهَا فَلَمَّا نزل السُّلْطَان على حلب نَدم كمشتكين على كَونه خَارِجا فِي حارم وَخَافَ أَن يجْرِي بَين السُّلْطَان وَبَين الْأُمَرَاء الحلبيين صلح فَلَا يكون لَهُ فِيهِ ذكر وَلَا اسْم فراسل السُّلْطَان يتلطف مَعَه الْحَال وَيَقُول لَو فسح لي فِي الدُّخُول إِلَى حلب لسارعت فِي الْخدمَة وأصلحت الْأَمر على مَا يرومه السُّلْطَان وراسل أَيْضا الْملك الصَّالح والأمراء بحلب يَقُول لَهُم قد حصلت خَارِجا وَقد بلغتني أُمُور وَلَا بُد من طلبي من الْملك النَّاصِر ليأذن لي فِي الصيرورة إِلَيْكُم فَإِن الَّذِي قد حصل عِنْدِي لَا يمكنني الْكَلَام فِيهِ فراسل الْملك الصَّالح السُّلْطَان فِي الْأذن لَهُ فِي الدُّخُول إِلَى حلب فَأذن لَهُ وطلبوا الرهائن مِنْهُ فنفذ السُّلْطَان إِلَيْهِم رهينة شمس الدّين بن أبي المضاء الْخَطِيب والعماد كَاتب