للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَ إِلَى جَانب أوجلة مَدِينَة يُقَال لَهَا الأزراقية فَبلغ أَهلهَا صَنِيع قراقوش فِي أوجلة وَأَنه حرس غلالهم فصاروا إِلَيْهِ ووصفوا لَهُ بلدهم وَكَثْرَة خَيره وَطيب هوائه ورغبوه فِي الْمصير إِلَيْهِم على انهم يملكونه عَلَيْهِم فَأجَاب إِلَى ذَلِك واستخلف على أوجلة رجلا من أَصْحَابه يُقَال لَهُ صباح وَمَعَهُ تِسْعَة فوارس من أَصْحَابه فَحصل لقراقوش أَمْوَال كَثِيرَة

وَاتفقَ أنّ صَاحب أوجلة مَاتَ فَقتل أهل أوجلة أَصْحَاب قراقوش فجَاء قراقوش وحاصرها حَتَّى افتتحها عنْوَة وَقتل من أَهلهَا سبع مئة رجل وغنم أَصْحَابه مِنْهَا غنيمَة عَظِيمَة وَاسْتولى على الْبَلَد

ثمّ إِن أَصْحَابه رَغِبُوا فِي الرّجوع إِلَى مصر وخشى قراقوش أَن يُقيم وَحده فَرجع مَعَهم فَلَمَّا حصل بِمصْر طَابَ لَهُ الْمقَام وَثقل عَلَيْهِ الْعود وزوّجه تقيّ الدّين بِإِحْدَى جواريه وَكَانَ استناب بأوجلة وَقَالَ لأَهْلهَا أَنا أمضى إِلَى مصر لتجديد رجال وأعود إِلَيْكُم

قَالَ ابْن الْأَثِير وَفِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسبعين استوزر سيف الدّين صَاحب الْموصل جلال الدّين أَبَا الْحسن عَليّ بن جمال الدّين الْوَزير رحمهمَا الله تَعَالَى ومكنّه فِي ولَايَته فظهرت مِنْهُ كِفَايَة لم يُظَّنها النَّاس وبدا مِنْهُ معرفَة بقواعد الدّول وأوضاع الدّواوين وَتَقْرِير الْأُمُور والاطلاع على دقائق الحسبانات وَالْعلم بصناعة الْكِتَابَة الحسابية والإنشاء حيّرت الْعُقُول وَوضع فِي كِتَابَة الإنشاد وضعا لم يعرفوه

وَكَانَ عمره حِين ولي الوزارة خمْسا وَعشْرين سنة ثمّ قبض عَلَيْهِ فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>