توفّي أَقَامَت فِي منزلهَا بقلعة دمشق رفيعة الْقدر مُسْتَقلَّة بأمرها كَثِيرَة الصَّدقَات والأعمال الصَّالِحَات فَأَرَادَ السُّلْطَان حفظ حرمتهَا وصيانتها وعصمتها فأحضر شرف الدّين بن أبي عصرون وعُدُوله وزوجه إِيَّاهَا بحضرتهم أَخُوهَا لأَبِيهَا الْأَمِير سعد الدّين مَسْعُود بن أنر بِإِذْنِهَا وَدخل بهَا وَبَات عِنْدهَا وَقرن بسعده سعدها وَخرج بعد يَوْمَيْنِ إِلَى مصر
وَذكر الْعِمَاد بعد وَفَاة ابْن الشهرزوري وَابْن أبي المضاء الْأَمِير مؤيد الدولة أَبَا الْحَارِث أُسَامَة بن مرشد بن سديد الْملك أبي الْحسن عليّ بن منقذ وَعوده إِلَى الشَّام عِنْد علمه بوصول السُّلْطَان فَقَالَ هَذَا مؤيد الدولة من الْأُمَرَاء الْفُضَلَاء والكرماء الكبراء والسادة القادة العظماء وَقد متعهُ الله بالعمر وَطول الْبَقَاء وَهُوَ من الْمَعْدُودين من شجعان الشَّام وفرسان الْإِسْلَام
وَلم يزل بَنو منقذ ملاك شيزر وَقد جمعُوا السِّيَادَة والمفخر وَلما تفرّد بالمعقل مِنْهُم من تولاه لم يرد أَن يكون مَعَه فِيهِ سواهُ فَخَرجُوا مِنْهُ فِي سنة أَربع وَعشْرين وَخمْس مئة وَسَكنُوا دمشق وَغَيرهَا من الْبِلَاد