للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوْقَات تَنْقَضِي عاطلة من الْفَرِيضَة الَّتِي خرج من بَيته لأَجلهَا وتجدد الْعَوَائِق الَّتِي لَا يُوصل إِلَى آخر حبلها فللمولى نِيَّة رشده وأليس الله الْعَالم بِعَبْدِهِ وَهُوَ سُبْحَانَهُ لَا يسْأَل الْفَاعِل عَن تَمام فعله لِأَنَّهُ غير مَقْدُور لَهُ وَلَكِن عَن النِّيَّة لِأَنَّهَا مَحل تَكْلِيف الطَّاعَة وَعَن مَقْدُور صَاحبهَا من الْفِعْل بِحَسب الِاسْتِطَاعَة

وَإِذا كَانَ الْمولى آخِذا فِي أَسبَاب الْجِهَاد وتنظيف الطّرق إِلَى المُرَاد فَهُوَ فِي طَاعَة قد امتن الله عَلَيْهِ بطول أمدها وَهُوَ مِنْهُ على أمل فِي نجح موعدها وَالثَّوَاب على قدر مشقته وَإِنَّمَا عظم الْحَج لأجل جهده وَبعد شقته وَلَو أَن الْمولى فتح الْفتُوح الْعِظَام فِي أقل الْأَيَّام وَفصل الْقَضِيَّة بَين أهل الْإِسْلَام وأعداء الْإِسْلَام لكَانَتْ تكاليف الْجِهَاد قد قضيت وصحائف الْبر المكتسبة بالمرابطة والانتظار طويت

وَمِنْهَا فِي ذكر أَوْلَاد السُّلْطَان وَقبل الْإِجَابَة عَن الْفُصُول فنبشر بِمَا جرت الْعَادة بِهِ لَا قطع الله تِلْكَ الْعَادة من سَلامَة وَصِحَّة وعافية شملت موالينا أَوْلَاده السَّادة أطاب الله الْخَبَر إِلَيْهِم عَن الْمولى وَإِلَى الْمولى عَنْهُم وَعجل لقاءه لَهُم ولقاءهم لَهُ فَإِنَّهُم من يلق مِنْهُم بل كل مِنْهُم ملك دسته برجه وَفَارِس مهده سَرْجه فهم بِحَمْد الله بهجة الدُّنْيَا وَزينتهَا وَرَيْحَان الْحَيَاة وزهرتها وَإِن فؤادا وسع فراقهم لواسع وَإِن قلبا قنع بأخبارهم لقانع وَإِن طرفا نَام على الْبعد عَنْهُم لهاجع وَإِن ملكا ملك تصبره عَنْهُم لحازم وَإِن نعْمَة الله فيهم لنعمة بهَا الْعَيْش ناعم أما يشتاق

<<  <  ج: ص:  >  >>