(وضمنت أَن تحيي لنا أيامهم ... بالمكرمات فَكنت خير ضمين)
قَالَ ابْن أبي طي نزل السُّلْطَان على تل القَاضِي ببانياس على المرج الَّذِي يعرف بمرج عُيُون وأنفذ فِي ثَانِي الْمحرم قِطْعَة من عسكره مَعَ عز الدّين فرخشاه لشن الْغَارة على بِلَاد الفرنج
فَلَمَّا أصبح ركب يستوكف أَخْبَار فرخشاه فَمَا هُوَ إِلَّا أَن خرج من الخيم حَتَّى رأى أَغْنَام بانياس قد أَقبلت من المراعي هاجة على وجوهها من الغياض والأودية
فَقَالَ هَذِه غَارة
فَأمر بِلبْس السِّلَاح والاستعداد للحرب فوصل بعض الرُّعَاة فَأخْبر أَن الفرنج قد عبروا وصاروا قَرِيبا مِنْهُ على هَيْئَة المتغفلة فَسَار حَتَّى أشرف على الفرنج فَإِذا هم فِي ألف رمح فَأَخَذتهم السيوف والدبابيس حَتَّى فرشت الأَرْض مِنْهُم وَألقى جمَاعَة مِنْهُم سِلَاحهمْ وسلموا أنفسهم أُسَارَى وَنَجَا ملك الفرنج هنفري هَارِبا