فَحَمله أحد خيالته على ظَهره ثمَّ رَجَعَ السُّلْطَان إِلَى مُعَسْكَره وسيفه يقطر دَمًا وَجلسَ لاستعراض الْأُسَارَى
فَذكر نَحْو مَا سبق
وَفِي كتاب الْفَاضِل إِلَى صَاحب لَهُ بِمَكَّة وَقد سبق بعضه قَالَ وَجَرت نوبه مِنْهَا نوبَة قتل الهنفري لَعنه الله وَتَمام سبعين فَارِسًا من كبار الخيالة وَطرح ملك الفرنج من على ظهر دَابَّته وتحامله بآخر رَمق مَعَ بَقِيَّة من نجا من خيالته
وَمِنْهَا نوبَة وَادي الْحَرِيق وَقد جمع الله الْعَدو فارسه وراجله
وَمِنْهَا نصر الله الَّذِي مَا كَانَ قبله لملك من مُلُوك الأَرْض قتل ابْن بارزان ومقدم الداوية وَابْن صَاحب طبرية وأخو أَسْقُف صور وَصَاحب جبيل وَأَصْحَاب الْحُصُون والقلاع ومقطعو الأقاليم والضياع وَحصل تَحت الْيَد الناصرية أَعْلَاهَا الله مئة وَسِتُّونَ كلهم تثنى عَلَيْهِم الخناصر وتقطر بهم العساكر
وَمِنْهَا دُخُول العساكر إِلَى عمل بيروت وصور وغارتها على غرَّة من أَهلهَا وَقطع كل شَجَرَة مثمرة من أَصْلهَا
قَالَ وَكَانَت الأساطيل المنصورة قد تضاعفت عدتهَا إِلَى أَن بلغت سِتِّينَ شينيا وَعشْرين طريدة فسارت الشواني خَاصَّة فَدخلت الْبِلَاد الرومية ودوخت السواحل الفرنجية وأسرت ألف علج أحضرتهم أسرى