واسمعي يَا جَارة
فولجت النَّار موالج تضيق مِنْهَا الْفِكر وتعجز عَنْهَا الإبر ونقلت النبأ من الْعين إِلَى الْأَثر وَقَالَ الْكفْر إِنَّهَا لإحدى الْكبر
وخولف الْمثل إِن السَّعَادَة لتلحظ الْحجر
وأغنى ضوؤها لِسَان كل إمعة أَن يسْأَل هَذَا وَهَذَا مَا الْخَبَر وقذفت بشرر كالجمالات الصفر وزفرت بغيظ تعفر لَهُ خدود الْجبَال الصغر وتلحقها بالكثب العفر
وَبَات اللَّيْل وَالنَّهَار يشله وَكلما أغمده الخمود جعل الْوقُود يَسلهُ إِلَى أَن بدا الصَّباح كَأَنَّهُ مِنْهَا امتار الْأَنْوَار وَانْشَقَّ الشرق وَمن عصفرها صبغ الْإِزَار فَحِينَئِذٍ تقدم الْخَادِم فاقتلع شده الْأَحْجَار من أسها ومحا حُرُوف الْبُنيان من طرسها وَتَبعهُ الْجَيْش ورفاقه وكافة من اشْتَمَل عَلَيْهِ نطاقه
وَفِي كتاب آخر وَكَانَ مَبْنِيا على تل وَفِيه صهريج لما فتح الْمُسلمُونَ الْحصن رموا فِيهِ مَا يناهز ألف قَتِيل ودابة محرقة بالنَّار فَمَا سدت عرصته وَلَا مَلَأت حفرته وَكَانَ فِيهِ نَحْو ألف زردية والمقاتلة ثَمَانُون فَارِسًا بغلمانهم وَخَمْسَة عشر مقدما للرِّجَال مَعَ كل مقدم خَمْسُونَ رجلا هَذَا إِلَى الصناع مَا بَين بِنَاء ومعمار وحداد ونجار وصيقل وسيوفي وصناع أَنْوَاع الأسلحة
وَكَانَ بِهِ من أسرى الْمُسلمين مَا يزِيد على مئة رجل نزعت الْقُيُود من أَرجُلهم وَجعلت فِي أرجل الفرنج
وَكَانَت فِيهِ أقوات لعدة سِنِين وأنواع اللحوم الطّيبَة والخبيثة فِيهَا بَلَاغ ومتاع إِلَى حِين
وَلما قوتل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute