للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتمجيد وَركب السُّلْطَان للتلقي وعَلى صفحاته بشائر الترقي فَلَمَّا ترَاءى لَهُ الرُّسُل الْكِرَام وَوَجَب لَهُ الإجلال والإعظام نزل وترجل وَأبْدى الخضوع وتوجل وَنزل الرُّسُل إِلَيْهِ وسلموا عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَلَيْهِ فَتقبل الْفَرْض وَقبل الأَرْض ثمَّ ركبُوا ودخلوا الْمَدِينَة

قَالَ ابْن أبي طي وَكَانَت هَذِه أول خلعة قدمت من الإِمَام النَّاصِر على الْملك النَّاصِر وَكَانَت ثوب أطلس أسود وَاسع الْكمّ مَذْهَب وبقيار أسود مَذْهَب وطيلسان أسود مَذْهَب ومشدة سَوْدَاء مذهبَة وطوق وتخت وسرفسار وجواد كميت من مراكب الْخَلِيفَة عَلَيْهِ سرج أسود وسلال أسود وطوق مجوهر وقصبة ذهب وَعلم أسود وعدة خُيُول وبقج وَركب السُّلْطَان بالخلعة وزينت لَهُ دمشق وَكَانَ يَوْمًا عَظِيما

قَالَ الْعِمَاد وظفر السُّلْطَان من صدر الدّين بصديق صَدُوق وَكَانَ قد عزم على قصد الديار المصرية وسلوك طَرِيق أَيْلَة والبرية فَحسن لشيخ الشُّيُوخ مصاحبته ورغبه فِي زِيَارَة قبر الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ قد عزمت فِي هَذِه السّنة على الْحَج فَأصل مَعكُمْ إِلَى الْقَاهِرَة بِشَرْط إِقَامَة يَوْمَيْنِ وَلَا أدخلها وَإِنَّمَا أسكن بالتربة الشَّافِعِيَّة وأسير مِنْهَا إِلَى بَحر عيذاب

<<  <  ج: ص:  >  >>