للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كرامات نور الدّين رَحمَه الله فَإِنَّهُ سَأَلَ الله تَعَالَى أَلا يعذب شَيْئا من أَجْزَائِهِ بالنَّار وَولده جزؤه فَمَاتَ قبل أَن يطول عمره على أحسن سيرة وَحَالَة رحمهمَا الله

قَالَ ابْن الْأَثِير وَلم يبلغ عشْرين سنة وَلما اشْتَدَّ مَرضه وصف لَهُ الْأَطِبَّاء شرب الْخمر تداويا بهَا فَقَالَ لَا أفعل حَتَّى استفتي الْفُقَهَاء

وَكَانَ عِنْده عَلَاء الدّين الكاساني الْفَقِيه الْحَنَفِيّ بِمَنْزِلَة كَبِيرَة يعْتَقد فِيهِ اعتقادا حسنا ويكرمه فاستفتاه فأفتاه بِجَوَاز شربهَا

فَقَالَ لَهُ يَا عَلَاء الدّين إِن كَانَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد قرب أَجلي هَل يُؤَخِّرهُ شرب الْخمر قَالَ لَا وَالله

قَالَ وَالله لَا لقِيت الله تَعَالَى وَقد اسْتعْملت مَا حرمه عَليّ

قلت يحْتَمل أَنه ذكر لَهُ أَن من الْعلمَاء من ذهب إِلَى جَوَاز ذَلِك لَا أَنه كَانَ يرى ذَلِك فَإِن مذْهبه بِخِلَافِهِ وَالله أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>