الْبَاطِنَة بِسَيْفِهِ الظَّاهِر لَا السَّاتِر وَفعل وَمَا فعل للدنيا وَلَا معنى للاعتداد بِمَا هُوَ متوقع الْجَزَاء عَنهُ فِي الْيَوْم الآخر
وَمن كتاب آخر عِنْد دُخُول صَاحب الْموصل حلب واستيلائه عَلَيْهَا وَكَانَت دَاخِلَة فِي تَقْلِيد السُّلْطَان السَّابِق فَقَالَ دخل حلب مستوليا وَحصل بهَا معتديا وعقود الْخُلَفَاء لَا تحل وَالسُّيُوف فِي أوجه أَوْلِيَائِهِمْ لَا تسل وَإنَّهُ إِن فتح بَاب الْمُنَازعَة أدني من ندامة وَأبْعد من سَلامَة وخرق مَا يعيي على الراقع وجذب الرِّدَاء فَلم تغن فِيهِ إِلَّا حِيلَة الخالع
وَلَيْسَ الِاسْتِيلَاء بِحجَّة فِي الولايات لطالبها وَلَا الدُّخُول إِلَى الدَّار بِمُوجب ملك غاصبها إِلَّا أَن تكون الْبِلَاد كالديار المصرية حِين فتحهَا الْخَادِم وَأَهله حَيْثُ الْجُمُعَة مستريبة والخلافة فِي غير أَهلهَا غَرِيبَة والعقائد لغير الْحق مستجيبة فَتلك الْولَايَة أولى بهَا مِمَّن منحها من فتحهَا وَكَانَ سلطانها من أَدخل فِي خبر كَانَ شيطانها
وَأما حلب الَّتِي الْكَلِمَة فِيهَا عالية والمنابر فِيهَا بِالِاسْمِ الشريف حَالية فَإِنَّمَا تكون لمن قلدها لَا لمن توردها وَلمن بِالْحَقِّ تسلمها لَا لمن بِالْبَاطِلِ تسنمها وَلَو كَانَت حلب كَمَا كَانَت مصر لدخلها الْخَادِم وَلم يشاور ولولجها وَلم يناظر وَلكنه أَتَى الْبيُوت من أَبْوَابهَا واستمطر القطار من سحابها
ثمَّ ذكر أَن المواصلة راسلوا الْمَلَاحِدَة الحشيشية واتخذوهم بطانة من دون الْمُؤمنِينَ وواسطة بَينهم وَبَين الفرنج الْكَافرين ووعدوهم بقلاع من يَد