وَبَقِي أَخُوهُ حطَّان بزبيد واليا عَلَيْهَا فَصنعَ دَعْوَة عَظِيمَة بهَا ذكر الْعِمَاد أَنه حضرها هُوَ وَغَيره من الْفُضَلَاء الْأَعْيَان فَبَيْنَمَا هم عِنْده فِي أسر حَال إِذْ أحدق بهم الْأَمِير بهاء الدّين قراقوش فَقبض على سيف الدولة واعتقل بِالْقصرِ
وَكَانَ سَببه أَن أقَارِب السُّلْطَان وخواصه كَثُرُوا عَلَيْهِ عِنْده أَنه استوعب مَال زبيد وَأَن لَهُ كنوزا لَا تبيد وأشاروا عَلَيْهِ بِقَبْضِهِ وَهُوَ يدافع عَنهُ إِلَى أَن أَكْثرُوا وَقيل فِيهِ إِن لم تُدْرِكهُ فَاتَ
فَأمر بِهِ فاعتقل فسمح للسُّلْطَان خَاصَّة من النَّقْد الْمصْرِيّ بِثَمَانِينَ ألف دِينَار لم يظْهر فِيهَا بيع دَار وَلَا مَتَاع وَلَا استدانة من تجار
وَغرم لأخوي السُّلْطَان الْعَادِل وتاج الْمُلُوك مَا حَافظ بِهِ على نهج الْكَرم المسلوك وَخرج مشرفا مكرما مصرفا مُحْتَرما وَزَاد السُّلْطَان فِي تكرمته وَنفذ إِلَيْهِ بِمَا قَبضه مِنْهُ خطّ يَده بِأَن الْمبلغ دين فِي ذمَّته ثمَّ بَاعه أملاكا بِمصْر بِتَقْدِير ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وبذل لَهُ كل مَا طلب عَن إِيثَار وَاخْتِيَار وَزَاد فِي إقطاعه وَبَارك الله لَهُ فِي أشيائه وأشياعه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute