للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ الْعِمَاد وَكَانَ هَذَا الْأَمِير من رجاحة عقله وحصافة فَضله مَا سَمِعت مِنْهُ شكوى وَلَا حِكَايَة فِي بلوى وَقتل أَخُوهُ حطَّان بزبيد وَأخذ مَاله فَلم يظْهر مِنْهُ للسُّلْطَان كَرَاهَة وكل شيمته نزاهة ونباهة

قَالَ وَكَانَ لما توفّي الْملك الْمُعظم شمس الدولة أشْفق السُّلْطَان من نوابه بِالْيمن وَذكر مَا بَين ولاتها من الإحن وَوصل الْخَبَر بِمَا يجْرِي بَين الْأَمِير عُثْمَان بن الزنجيلي وَالِي عدن وَبَين الْأَمِير حطَّان وَالِي زبيد من الْفِتَن فندب إِلَى زبيد عدَّة من الْأُمَرَاء لحفظ الْبِلَاد وَإِصْلَاح الْأُمُور الَّتِي يخْشَى عَلَيْهَا من الْفساد وَمن جُمْلَتهمْ وَالِي مصر صارم الدّين خطلبا وَبقيت الْولَايَة لَهُ بهَا فِي غيبته يقوم بهَا نوابه وَيرجع إِلَى رَأْي أَهله أَصْحَابه فشرعت زَوجته فِي عمَارَة دَار عَظِيمَة سنية

وَذكر الْعِمَاد أَنه حصل لَهُ وَلغيره من الْأَعْيَان بهَا ضِيَافَة جليلة اتفاقية

وَقَالَ ابْن أبي طي كَانَت نفس سيف الْإِسْلَام طغتكين أخي السُّلْطَان تشرئب إِلَى الْيمن من حَيْثُ مَاتَ أَخُوهُ شمس الدولة ويشتهي أَن يصير إِلَيْهَا فَأمر ابْن سَعْدَان الْحلَبِي أَن يعْمل لَهُ قصيدة يعرض فِيهَا بإنفاذ سيف الْإِسْلَام إِلَى الْيمن فَعمل القصيدة الَّتِي يَقُول فِيهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>