للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم ترك الوقوف بالمشعر الحرام وترك المبيت في مزدلفة]

السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

السائل: أعلمك -يا فضيلة الشيخ- بأني أحبك في الله حباً جماً.

الشيخ: جزاك الله خيراً، أحبك الله الذي أحببتنا فيه.

السائل: جزاك الله عنا خير الجزاء، وأسكنك دار السلام، وفي عليين إن شاء الله.

الشيخ: آمين، وأنت كذلك، ومَن سمع.

السؤال

غالبية الحجيج لا يقفون بالمشعر الحرام حال الرجوع من عرفات , فما الحكم؟ وبعضهم لا يبيت بـ مزدلفة؟ الشيخ: نعم، أما الأول فكل مزدلفة مشعر حرام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعد أن صلى الفجر عند المشعر الحرام وقال: (وقفتُ هاهنا وجمعٌ كلُّها موقف) جمعٌ يعني: مزدلفة , كلها موقف، فإذا وقف الإنسان في أي مكان من مزدلفة من الشرق منها، أو الغرب، أو الجنوب، أو الشمال فقد حصل على الخير والأجر.

وأما ترك المبيت بها فهذا حرام لا يجوز, يجب على الإنسان أن يبقى في مزدلفة إلى آخر الليل, على الأقل إلى أن يغيب القمر، يعني: نحو ثلثي الليل, وينصرف بعد ذلك إذا كان يخشى من مشقة الزحام إذا تأخر, وإن كان قوياً يتحمل مشقة الزحام فإنه يبقى حتى يصلي الفجر, ثم يذكر الله عز وجل ويدعوه بما أحب, ثم ينصرف من مزدلفة إذا أَسْفَر جداً.

فحال الناس إذاً: أولاً: مَن لم يبت بـ مزدلفة فقد أخطأ, وعليه فِدْية دم، يذبحها في مكة، أو في منى ويوزعها على الفقراء.

ثانياً: مَن بات في مزدلفة إلى آخر الليل, فإنه يدفع إذا كان يخشى من مشقة الزحام, وإن كان لا يخشى وكان رجلاً قوياً فالأفضل أن يبقى حتى يصلي الفجر ويدعو الله عز وجل حتى يُسْفِرَ جداً ثم ينصرف, فإن تيسر له أن يكون وقوفه عند المشعر الحرام فذاك, وإن لم يتيسر حصل له الأجر ولو كان في مكانه؛ للحديث الذي أشرنا إليه قبل قليل, وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وقفتُ هاهنا وجمعٌ كلُّها موقف).

<<  <  ج: ص:  >  >>