للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[عثمان لم يضرب أحدا بالعصا]

ذهب مالك وجماعة إلى الإمام يرى رأيه في الخمس، وينفذ فيه ما أداه إليه اجتهاده، وإن أعطاه لواحد جائز، وقد بينا ذلك في مواضعه١٣٤.


= وفتحوها سهلها وجبلها، وقسم عبد الله على الجند ما أفاء الله عليهم وأخذ خمس الخمس وبعث بأربعة أخماسه إلى عثمان مع وثيمة النصرى، فشكا وفد ممن معه إلى عثمان ما أخذه عبد الله بن سعد، فقال لهم عثمان: "أنا أمرت له بذلك، فإن سخطتم فهو ردٌّ"، قالوا: إنا نسخطه، فأمر عثمان عبد الله بن سعد بأن يرده فرده. ورجع عبد الله بن سعد إلى مصر وقد فتح أفريقية.
١٢٤ أي في مؤلفاته الأخرى عند بسطه هذه المسألة من أحكام الفقه الإسلامي. قال الإمام عامر بن شراحيل الشعبي: "إنما القطائع على وجه النفل من خمس ما أفاء الله". قال: "وأقطع عمر طلحة وجرير بن عبد الله والربيل بن عمرو. وأقطع "أي عمر" أبا مفزر دار الفيل". وممن أقطعهم عمر بن الخطاب نافع أخو زياد وأبي بكرة لأمهما، وأقطعه أرضًا في البصرة لخيله وإبله مساحتها عشرة أجربة "انظر ترجمة نافع في الإصابة" قال القاضي أبو يوسف في كتاب الخراج: صـ ٦١: "وقد أقطع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتألف على الإسلام أقوامًا، وأقطع الخلفاء من بعده من رأوا أن في أقطاع صلاحًا "وضرب أبو يوسف الأمثلة على ذلك". وانظر باب القطائع في صـ ٧٧-٧٨ من كتاب الخراج ليحيى بن آدم القرشي طبع السلفية. وذكر الإمام الشعبي بعض الذين أقطعهم عثمان فقال: "وأقطع الزبير، وخباب، وعبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر، وابن هبار أزمان عثمان، فأين يكن عثمان أخطأ، فالذين قبلوا منه الخطأ أخطأوا، وهم الذين أخذنا عنهم ديننا" "الطبري: ١٤٨: ٤". واقطع علي بن أبي طالب كردوس بن هانيء الكردوسية، وأقطع سويدًا بن غفلة أرضًا لدى ذويه. فكيف ينكرون على عثمان ويسكتون على عمر وعلي. وللقاضي أبو يوسف كلام سديد في هذا الموضوع في كتاب الخراج صـ ٦٠-٦٣ طبعة السلفية سنة ١٣٥٢. وما زعمه الزاعمون من أن عثمان كان يود ذوي قرابته ويعطيهم، فمودته ذي قرابته من فضائله، وعلي أثنى على عثمان بأنه أوصل الصحابة للرحم، وعثمان أجاب عن موقفه هذا بقوله: "وقالوا: إني أحب أهل بيتي وأعطيهم. فأما حبي لهم فإنه لم يُملْ معهم على جور، بل أحمل الحقوق عليهم. وأما إعطاؤهم فإني إنما أعطيهم من مالي، ولا أستحل أموال المسلمين لنفسي، ولا لأحد من الناس. وقد كنت أعطي العطية الكبيرة الرغيبة من صلب مالي أزمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر، وأنا يومئذ شحيح حريص. أفحين أتت علي أسنان أهل بيتي وفني عمري وودعت الذي لي في أهلي قال الملحدون ما قالوا" وقال الطبري ١٠٣: ٥: "وكان عثمان قد قسم ماله وأرضه في بني أمية، =

<<  <   >  >>