إليه في طريقه: لقد خذلتنا شيعتنا!! فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف. فتفرق أكثر الناس، ولم يبق معه إلا أبناؤه وأقربائه وبعض المخلصين من وأوليائه، ولمن يكن يزيد مجموعهم على المئة. ويروي المسعودي أن عبدي الله بن زياد قال لقاتل الحسين: أنه كان خير الناس أما وأبا، وخير عباد الله، فلم قتلته؟! ثم أمر بضرب عنقه. مروج الذهب ج٣ ص١٤١. وروى الطبري كتاب يزيد على عبيد الله بن زياد يوصيه في الحسين أنك لم تعد إن كنت كما أحب عملت عمل الحازن، وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش. وقد بلغني أن الحسين توجه إلى العراق فضع المناظر والمسالح واحترص على الظن وخذ على التهمة ولا تقتل إلا من قاتلك!. الطبري ج٤ ص٢٨٢-٢٨٦. ولقد روى ابن كثير أن مروان بن الحكم كتب إلى عبيد الله بن زياد حينماخرج الحسين إلى العراق: أن الحسين قد توجه إليك، وهو ابن فاطمة، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتالله ما أحد مسلم أحب إلينا من الحسين، فإياك أن تهيج على نفسك ما لا يسده شيء ولا تنساه العامة ولا تدع ذكره آخر الدهر. وقد أوصى معاوية نفسهولاته وابنه يزيد بالحسين. حزن لاستشهاد الحسين ومعاملته لأهل بيته. يروى أن يزيد دمعت عيناه لما حمل إليه راس الحسين وقال لحامله: لقد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين. لعن الله ابن عبيد الله. أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه، فرحم الله الحسين. أما والله يا حسين لو أنا صاحبك ما قتلتك ثم دعا بعلي الصغير بن الحسين ونسائه، فادخلوه عليه وعنده اشراف الشام. فقال لعلي: ابوك الذي قطع رحمي وجهل حقي، ونازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت. ثم أمر بإنزالهم في داره وأمر لهم بما يصلحهم، وكان لا يتغذى ولا يتعشى إلا على معه. ثم أمر النعمان بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم ويسيرهم إلى المدينة مع أناس صالحين. ولما أرادوا الخروج دعا عليا فودعه وقال له: لعن الله ابن مرجانة! اما والله لو أني صاحبه ما سألني خصلة إلا أعطيتها إياه ولدفعت عنه الحتف بكل ما استطعت، ولو بذلت بعض ولدي، ولكن الله قضى ما رأيت، فكاتبني، وإنه إلي كل حاجة تكون لك. ويروي ابن قتيبة أنه لما أدخلوا عليه رأس الحسين وأهله بكى حتى كادت نفسيه تفيض. وبكى معه أهل الشام حتى علت أصواتهم.