ومن أغراض الرافضة التي يقصدونها من وراء ادعاء ارتداد الصحابة العمل على فقدان الثقة في الأجيال الإسلامية بسلفيهم وحرمانهم الاقتداء بالجيل المثالي الأول الذي ترى في مدرسة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فيصبحون هملا لا تاريخ عظيم لهم ولا قدورة صالحة يقتدو بها.. وقد حقق الرافضة مآربهم، فدسوا في تاريخنا الإسلامي ما يريدونه من تشويه تاريخ الصحابة وتضليل الناشئة مئات السنين ... مما رأينا في هذا الكتاب نماذج من أكذيبهم وأضاليلهم، وكيف رد عليها القاضي ابن العربي، ومحب الدين الخطيب. ومما يؤسف له أن جميع هذه الردود، ومثلها الكتاب العظيم: منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية بقيت حبرا على ورق ولم تدخل دارسنا ولم توضع بين أيد يالمؤلفين والأساتذة والطلبة الذين مازالوا في فتنة عمياء وفي ضلال مبين. وقد حدثت كثير من هؤلاء المؤلفين والأساتذة عن كذب كثير مما يدرسونه فكانوا يعتذرون بانهم إنما استقوا معلوماتهم من تاريخ الطبري. وقد جهلوا أن في هذا المصدر قد اختلط الصواب والخطأ والصحيح والمكذوب مما لا يستطيع التمييز بينهما إلا المؤرخ العارف بتاريخ الرجال ومعرفة الثقة من الكاذب من الرواة. وكل ذلك تكفلت ببيانه كتب الرجال أمثال ميزان الاعتدال ولسان الميزان وتهذي التهذيب وغيرها. ومن مكائد الرافضة التي تخفى على الكثيرين أنهم يلجؤون إلى الكتب التي تفضح مؤامراتهم، فيجمعونها من الأسواق ويحضرون أتباعهم على حرقها، فقد ذكر لي ثقة أن أحد الدجالين من المتطببين يصف لمرضاه وجوب إحراق منهاج السنة أو العواصم من القواصم والتبخر على نارها طلبا للشفاء، فيسارع المريض المغفل بشراء كتاب من هذين الكتابين، ولو بأغلى الأسعار، وحرقه كما وصف له المتطببون من الرافضة. كل هذا يدعونا إلى المسارعة لتصحيح تاريخنا وتنظيفه من التحريف والتضليل، وهذا ما قصدناه من نشر هذا الكتاب بعد مراجعته، وعرضناه في الأسواق بسعر رخيص ليسهل على الجميع اقتناؤه. خ. ٣٣٢ ومن مذهبهم أن عليا واحد عشر من آله معصومون عن الخطأ،