٣٩٣ فأصبحت تحت قيادته وبحسن سياسته أقوى قوة في الإسلام، وهي في طليعة جيوش الجهاد والفتوح الظافرة الداعية إلى الله بأخلاقها وسيرتها وحكمة قادتها وصدق إسلامهم. خ. ٣٩٤ تقدم حديث الليث بن سعد إمام أهل مصر بسنده الوثيق إلى سعد بن أبي وقاص فاتح العراق وإيران ومبيد دولة كسرى أنه ما رأي بعد عثمان أقضى بالحق من معاوية. وحديث عبد الرزاق الصنعاني بسنده إلى حبر الأمة ابن عباس أنه ما رأيى رجلا أخلق بالملك من معاوية. وفي قول شيخ الإسلام ابن تيمية: كانت سيرة معاوية م رعيته من خيار سير الولاة، وكان رعيته يحبونه÷ وقد ثبت في صحيح مسلم ك٣٣ ح٦٥ و٦٦ قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم. وفي الطبري ١٨٨: ٦ رواية مجالد عن الضعبي أن قبيصة بن جابر الأسدي قال: الا أخبركم من صحبت؟ صحبت عمر بن الخطاب فما رأيت رجلا أفقه فقها ولا أحسن مدارسة منه. ثم صحبت طلحة بن عبيد الله فما رأيت رجلا أعطى للجزيل من غير مسألة منه، ثم صحبت معاوية فما رأيت رجلا أحب رفيقا ولا أشبه سريرة بعلانية منه. خ. ٣٩٥ وقد بلغ من همته وعظيم عنايته بذلك أن أرسل يهدد ملك الروم- وهو في معمعة القتال مع علي في صفين - وقد بلغه أن ملك الروم اقترب من الحدود في جنود عظيمة، فكتب إليه يقول" والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك، لأصطلحن أنا وابن عمي عليك، ولأخرجنك مع جميع بلادك، ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت فخاف ملك الروم وانكف البداية والنهاية ١١٩: ٨. خ.