ورأوا شمائل ماجد أنف ... يعطى على الميسور والعسر فنزعت مكذوبًا عليك ولم ... تردد إلى عوز ولا فقر من بيقة الأبيات التي فيها: نادى وقد تمت صلاتهم ... أزيدكم ثملًا وما يدري فالذي يقول البيت الأخير لا يعقل أن يقول مع البيتين الأولين فيكون مادحًا وذامًّا في قطعة واحدة لا تزيد على ستة أبيات، وقد كانت لي مقالة مطولة عن "التخليط في الشعر" ضربت فيها الأمثلة على دس أبيات غريبة في قصائد من وزنها ورويها لغير ناظمها. وعلى كل حال فالشهود الذين شهدوا بين يدي عثمان لم يدعوا حكاية الصلاة، مع أنهم لم يكونوا ممن يخاف الله واليوم الآخر. والآن أقولها لوجه الله صريحة مدوية أن الوليد لو كان من رجال التاريخ الأوروبي كلويس التاسع الذي أسرناه في دار لقمان بالمنصورة لعدوه قديسًا؛ لأن لويس لم يحسن إلى فرنسا، كإحسان الوليد بن عقبة إلى أمته، ولم يفتح للنصرانية كفتح الوليد للإسلام، والعجب لأمة تسيء إلى أبطالها، وتشوه جمال تاريخها، وتهدم أمجادها كما يفعل الأشرار منا، ثم ينشر كيد هؤلاء الأشرار حتى يظن الأخيار أنه هو الحق."خ". ١٢١ وقد تقدم في هامش صـ ٩٨ أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب جعل الأمراء في مدة خلافته على أكثر أمصار حكمه من ذوي قرابته. وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولى رجال بني أمية وشبابهم. وكذلك فعل أبو بكر وعمر، فلم يفعل عثمان إلا الذي سبقه إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصاحباه. بل إن عثمان لما أقام الحد على أخيه لأمه فعل ما لا نظن أحدًا يفعله بشهادة الشهود المغرضين الذين لم يريدوا الله بشهادتهم. وإذا كان الشهود على الوليد من هذه الطبقة المغرضة، فقد شهد له بظهر الغيب قاضٍ من أعظم قضاة الإسلام في التاريخ علمًا وفضلًا وإنصافًا وهو الإمام عامر بن شراحبيل الشعبي. روى الطبري: ٦٠:٥ أن الشعبي سمع في أوائل بطولة مسلمة بن عبد الملك حفيدًا للوليد بن عقبة يتحدث عن جهاد مسلمة، فقال