ورأيت زينب بنت علي رضي اله عنها فلم أر- والله- خضرة أنطق منها بيانا قالت: يا أهل الكوفة، يا أهل الختر والخذل فلا رفات القبرة، ولا هدأت الرقة إنمامثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة إنكاثا، تتخذوا إيمانكم دخلا بينكم. ألا هل فيكم إل الصلف والشنف، وخلق الدماء وغمز الأعداء. وهل أنتم إلا كمرعى على دمنة، أو كفضة على ملحودة؟ الا ساء ما قدمت أنفسكم. أن سخط الله عليكم، وفي العذاب أنتم خالدون. أتبكون؟! أيوالله فابكوا. وإنكم والله أحرياء بالبكاء، فابكوا كثيرا وأضحكوا قليلا فقد فزتم بمعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبدا!!. هل يزيد مسؤول عن مقتل الحسين؟ وقال المؤرخ دروزه أيضا: ما سبق ندرك أنه ليس هناك ما يبرر نسبة قتل الحسين إلى يزيد، فهو لم يأمر بقتاله، فضلا عن قتله، وكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل، ومثل هذا القول يصح بالنسبة لعبيد الله بن زياد، فكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل، وأن يؤتى به إليه ليصضع يده في يده، أو يبايع يزيد صاحب البيعة الشرعية بل إن هذا ليصح قوله بالنسبة لأمراء القوات التي جرى بينها وبين الحسين وجماعته قتال، فإنهم ظلوا متزمين ما أمروا به، بل كانوا يرغبون أشد الرغبة في أن يعاقبهم الله من الابتلاء بقتاله، فضلا عن قتله، ويبذلون جهدهم في إقناعه بالنزول على حكم ابن زياد ومبايعة يزيد، فإذا كان الحسين أبي أن يستسلم ليدخل فيما د-لخ فيه المسلمون وقام بالقوة، فمقابلته وقتاله صار من الوجهة الشرعية والوجهة السياسية سائغا الأستاذ دروزة ج٣٨٣/-٣٨٤ قد يقول قائل: أم يكن من الواجب على يزيد وبالتالي على ابن زياد أن يقبل من الحسين قبول أحد شروطه الثلاثة العادلة التي عرضها عليه وهي أن يترك ليعود من حيث أتى، أو يذهب إلى يزيد، أو يرسل إلى الثغور. يذكر بعضهم أن هذه الشروط والمطالب من الحسين رضي الله عنه ليس لها أساس من الصحة. فقد روى الطبري رواية عن سمعان: قال: إني صحبت الحسين رضي الله عنه فخرجت معه في المدينة إلى مكة، ومن مكة غلى العراق، ولم أفارقه حتى قتل وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكة ولا في الطريق، ولا في العراق ولا في عسكر إلى يوم مقتله إلا وقد سمعتها. إلا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس، وما يزعمون من أن يضع يده بيد يزيد بن معاوية ولا أن يسير إلى ثغر من ثغور المسلمين، ولكنه قال: