للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[موقف جيش أسامة]

وانقطعت قلوب الجيش الذي كان قد برز مع أسامة بن زيد بالجرف٢٢


= المرجب, منا أمير ومنكم أمير" وجذيلها المحكك: هو أصل شجرتها الذي تتحكك به الإبل. وعذيقها المرجب: نخلتها التي دعمت ببناء أو خشب لكثرة حملها, ومع ذلك فقد كان رجل من الأنصار -وهو بشير بن سعد الخزرجي والد النعمان بن بشير- يسابق عمر لمبايعة أبي بكر, وقبيل ذلك كان في السقيفة الرجلان الصالحان: عويم بن ساعدة الأوسي, ومعن بن عدي حليف الأنصار, ولم تعجبهما هذه النزعة من الأنصار, فخرجا وهما يريان أن يقضي المهاجرون أمرهم مغير ملتفتين إلى أحد، ولكن حكمة أبي بكر ونور الإيمان الذي ملأ قلبه كانا أبعد مدًى وأحكم تدبيرًا لهذه الملة في أعظم نوازلها. "خ".
٢٢ كان هذا الجيش سبعمائة، والأمير عليهم أسامة بن زيد، وكان قد ندبهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمسير إلى تخوم البلقاء "شرق الأردن"، حيث قتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وابن رواحة، ولما انتقل صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى أشار كثير من الصحابة -ومنهم عمر- أن لا ينفذ الصديق هذا الجيش؛ لما وقع من الاضطراب في الناس ولا سيما في القبائل, نقل ابن كثير في: البداية والنهاية: "٣٠٤: ٦-٣٠٥" حديث القاسم وعمرة ,عن عائشة, قالت: "لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتدت العرب قاطبة وأشربت النفاق، والله لقد نزل بي ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها، وصار أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم كأنهم معزى مطيرة في حش في ليلة مطيرة بأرض مسبعة, فوالله ما ختلفوا في نقطة إلا صار أبي بخطلها وعنانها وفصلها. "خ".

<<  <   >  >>