أهل الأحداث من أهل الأمصار، أما أهل الأحداث من أهل المدينة فهم أحرص الأمة على الشر، وأعجزهم عنه. وأما أهل الأحداث من أهل الكوفة فإنهم أنظر الناس في صغير، وأركبه الكبير، وأما أهل الأحداث من أهل البصرة فإنهم يردون جميعًا ويصدرون شتى. وأما أهل الأحداث من أهل مصر فهم أوفى الناس بشر، وأسرعه ندامة. وأما أهل الأحداث من أهل الشام فأطوع الناس لمرشدهم، وأعصاه لمغويهم. "خ". ١٦٢ وكتب فيهم إلى عثمان: "إنه قدم على أقوام ليست لهم عقول ولا أديان. أثقلهم الإسلام، وأضجرهم العدل. لا يريدون الله بشيء، ولا يتكلمون بحجة. إنما همهم الفتنة، وأموال أهل الذمة. والله مبتليهم ومختبرهم، ثم فاضحهم ومخزيهم. وليسوا بالذين ينكون أحدا إلا مع غيرهم. فانْهَ سعيدًا ومن قبله عنهم، فإنهم ليسوا لأكثر من شغب أو نكير". "الطبري: ٨٧: ٥". "خ". ١٦٣ وكان يلي حمصًا لمعاوية، ويتبعه منطقة الجزيرة حران والرقة. "خ". ١٦٤ وذلك بعد قوله لهم: "يا آلة الشيطان، لا مرحبًا بكم ولا أهل. وقد رجع الشيطان محسورًا وأنتم بعد نشاط. خسر الله عبد الرحمن إن لم يؤدبكم حتى يحصركم. يا معشر من لا أدري أعرب أم عجم، لكي لا تقولوا لي ما يبلغني أنكم تقولون لمعاوية. أنا ابن خالد بن الوليد، أنا ابن من عجمته العاجمات، أن ابن فاقئ الردة. والله لئن بلغني يا صعصعة بن ذل أن أحدًا ممن معي دق أنفك ثم أمصك لأطيرن بك طيرة بعيدة المهوى" "الطبري: ٨٧: ٥". "خ". ١٦٥ كان كلما ركب أمشاهم، فإذا مر به "صعصعة" قال: أيا ابن الحطيئة، أعلمت أن من لم يصلحه الخير أصلحه الشر؟ مالك لا تقول كما كان يبلغني أنك تقول لسعيد ومعاوية فيقول ويقولون: نتوب إلى الله، أقلنا أقالك الله "الطبري: ٨٧: ٥-٨٨". "خ". ١٦٦ الذي قدم إلى أمير المؤمنين عثمان في المدينة هو الأشتر النخعي وحده، وهو الذي ناب عن ابني صوحان وابن الكواء والآخرين في تجديد التوبة التي أعلنوها من قبل لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، غير أن الفتنة =