للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الباب الثامن]

[قاصمة]

كانت الجاهلية مبنية على العصبية وافتراق المسلمين بعد وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

كانت الجاهلية مبنية على العصبية، متعاملة بينها بالحمية. فلما جاء الإسلام بالحق، وأظهر الله منته على الخق، قال الله سبحانه: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} [آل عمران: ١٠٣] . وقال لنبيه: {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} [الأنفال: ٦٣] فكانت بركة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تجمعهم، وتجمع شملهم، وتصلح قلوبهم، وتمحو ضغائنهم.

واستأثر الله برسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ونفرت النفوس، وتماسكت الظواهر منجرة، مادام الميزان قائما. فلما رفع الميزان- كما تقدم ذكره في الحديث- أخذ الله القلوب عن الألفة، ونشر جناحا من التقاطع، حتى سوى جاحين بقتل عثمان، فطار في الآفاق، واتصل الهرج إلى يوم المساق. وصارت الخلائق عزين٤٨١، وفي واد من العصبية يهيمون:


٤٧٩ حكم القاضي أبو بكر على ابن قتيبة هذا الحكم القاسي وهو يظن أن كتاب افمامة والسياسة من تأليفه كما سيأتي. وكتاب الإمامة والسياسة فيه أمور وقعت بعد موت بعد موت ابن قتيبة، فدل ذلك على أنه مدسوس عليه من خبيثت صاحب هوى. ولو عرف المؤلف هذه الحقيقة لوضع الجاحظ في موضع ابن قتيبة. خ.
٤٨١ جمع عزة: العصبة من الناس.

<<  <   >  >>